نفر ممن يقومون على تدريس النقد المسرحي مولعون مشهور عنهم الترديد كالببغاوات لأخلاط من مصطلحات شتى بلا تدقيق أو فهم أو مراجعة ، مستندين إلى نظريات قديمة ضاق أهلها بها ،وصارت تاريخا ، فاقدة الصلاحية للاستخدام العلمي الحالي ،لكأنما ضاقت بهم حرفة النقد وأرادوا لها صبغة كهنوتية أو لقبيلتهم من النقاد والدارسين بحيث لايتداولها ولايفقهها غيرهم ، ويصدر أيضا من أولئك الجالسين على سدة المهرجانات ،من زعماء قبيلة الكلكعة النقدية التي تحرص على ترديد المعقد الغارق في الإبهام والغموض والمصطلحات ، مصرين على تدريسها للطلاب من دارسي النقد والفنون ، ومابين البنيوية والتفكيكية والتربيعية والتثليثية والدوائراتية والشبهمنحرفاتية مرورا بالحداثية ومابعد الحداثية ومابعد الدرامية والميتافيزيقية ،ولهم دأب عجيب في اقتناص المصطلحات من الفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها من حوشي المصطلح وغريبه والترويج له في محاضراتهم وكتبهم والمعاهد التعليمية وهي المقحمة المقحمة على النقد الفني عامة والمسرحي خاصة، عقدوا بها الطلاب وذهبوا بعيدا بالنقد العلم والخبرة والممارسة عن جديته ورسالته ،فعلا كم يصدر القرع على الطبل الأجوف من أصوات عالية لتذهب بالعملية النقدية إلى الجمود وتغليق الأفهام .