إسرائيل قامت على الكذب منذ أول يوم خرجت فيه للحياة ولعلنا جميعا نذكر ما سمي وعد بلفور الذي بمقتضاه أعطى من لا يملك أرضا لمن لا يستحق.
ومنذ ذلك التاريخ وجميع الذين تعاقبوا على حكم إسرائيل كاذبون ومخادعون ومضللون.
واليوم لا يريدون أن يفهموا أن الدنيا تغيرت وأن القانون الدولي أصبح أكثر فاعلية وأن مصر على سبيل المثال الجارة اللصيقة بإسرائيل لم تكن هي مصر خلال حرب 48 أو عام 1967 وفي عام 1973 أعطت مصر لإسرائيل درسا قلب الموازين داخلها وخارجها رأسا على عقب.
لذا طبيعي أن يروج بنيامين نتنياهو بعد هذا الإخفاق في حربه ضد أهالي غزة للباطل بشتى ألوانه وأشكاله وللزيف بكل زواياه وأركانه ويخرج على الملأ ليقول إن محور فيلادلفيا أرض إسرائيلية وبالتالي فهو لن يسحب قواته منها تحت وطأة أي ظرف من الظروف.
لا يا سيد سوف تسحب قواتك رضيت أم أبيت لأسباب أولها أن القانون معنا والاتفاقات الدولية معنا والرأي العام العالمي كله معنا.
ثم.. ثم معنا -والحمد لله- القوة العسكرية التي أنت تعد أول من يعرف حجمها وتأثير معداتها وآلاتها وشجاعة وبسالة رجالها ..وكلها عناصر إيجابية تجعلنا مطمئنين.
على الجانب المقابل فإن الثقل الدولي الذي تتمتع به مصر والاحترام العالمي الذي تحظى به وسياسة التعقل والحكمة التي تمارسها قيادتها تلك كلها عوامل جعلت وتجعل المجتمع الدولي رغم أي تحفظات عليه أكثر إيجابية وأبلغ استعداد لإقرار الحق وإعلاء رايات العدل ووضع كل مقامر أو مقصر في وضعه الحقيقي.
الأهم.. والأهم أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو يعرف جيدا ما يتردد داخل كواليس إدارته وخارجها وكيف أن ثمة إجماعا على ضرورة سحب المعتدي لقواته من أرض يريد سلبها عنوة وبدون وجه حق.
في النهاية تبقى كلمة:
في عالم السياسة هناك المهرجون والمنافقون والأشرار والذين يظهرون غير ما يبطنون ومن بين هؤلاء من يتمنى توريط مصر في حرب عاجلة أو آجلة.
لهؤلاء أقول: إن مصر هي التي تقبض على مفاتيح قراراتها سواء المصيرية أو غير المصيرية وفي الوقت المناسب تجدونها تتقدم في الميدان بينما يسير خلفها بخطوات وخطوات من لا يعرفون أنهم بلا إلا ولا ذمة أو بالأحرى ليس لهم عهد أو ميثاق مهما أظهروا غير ذلك..
ولعل الرسالة تكون قد وصلت إلى جميع الأطراف.
و..و.. شكرا