صنف العلماء الأشجار إلى نوعين بناءً على نوع الخشب الذي تصنعه. تشمل الأخشاب اللينة أشجار الصنوبر والتنوب وتنمو بشكل أسرع من الأخشاب الصلبة، مثل البلوط والقيقب، والتي تستغرق عدة عقود حتى تنضج وتصنع خشبًا أكثر كثافة.
ومع ذلك، كشف بحث حديث عن نوع جديد ثالث أطلق عليه العلماء “الأخشاب المتوسطة”. وقد يكون هذا الاكتشاف قيمًا في مكافحة ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في الغلاف الجوي للأرض.
الأشجار تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزنه في خشبها. وتعد شجرة التوليب، من أكفأ الأشجار في امتصاص الكربون. في الولايات المتحدة، تخزن الغابات التي تسودها أشجار التوليب بين ضعفين إلى ستة أضعاف الكربون مقارنة بالغابات التي تسودها أنواع أخرى. وتنتشر الشجرة في جنوب شرق آسيا، ويستشهد بها مخططو المدن كخيار جيد لامتصاص الكربون.
وحتى وقت قريب، كانت كيمياء وبنية هذه الأشجار، التي قد تفسر سبب جودتها البالغة في امتصاص الكربون، غير معروفة.
تتجاهل الطرق التقليدية لتحليل البنية الداخلية للخشب الاختلافات بين الخشب الحي والخشب المجفف، فالأخير أسهل في الدراسة. وهذه مشكلة، فالخشب يتغير على المستوى الجزيئي بدون الماء. ويتمثل التحدي في تحليل الخشب الذي يحتفظ بمياهه.
تغلب العلماء على هذا باستخدام المجهر الإلكتروني الماسح في درجات الحرارة المنخفضة. ويقول كل من ريموند ويتمان وجان ليزاكوفسكي بجامعة كامبريدج: وجدنا أن حجم الألياف الكبيرة، التي تتكون من السليلوز، وتمنح النباتات القوة للنمو الطويل، يختلف كثيرا بين الأخشاب الصلبة والأخشاب اللينة. وقد تساعدنا في معرفة سبب تفوق بعض أنواع الأخشاب في تخزين الكربون على غيرها.
خشب التوليب لا يندرج ضمن فئات الخشب اللين أو الخشب الصلب. كان قطر أليافها الكبيرة حوالي 22 نانومتر، في منتصف النطاق بين الصلبة واللينة. ودفعنا هذا لتصنيف خشب شجرة التوليب على أنه “خشب متوسط”، وهي فئة جديدة تمامًا.
عندما تطورت أشجار التوليب لأول مرة، كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تنخفض من حوالي 1000 جزء في المليون إلى 500 جزء في المليون. وربما دفع هذا الانخفاض أشجار التوليب لتطوير طريقة أكثر كفاءة لتخزين الكربون. واليوم، من المرجح أن يساهم هذا التكيف في قدرتها الاستثنائية على امتصاص الكربون.