مرت علاقتي بالممثل حسن يوسف بعدة مراحل، لم أكن أعرف شيئًا عن بداياته الفنية، ولم أكن مهتمًا بذلك، وفي سنة 1978 أجريت لقاءً مع وجدي العربي في أبو ظبي، وفي معرض حديثه عن والده الاستاذ عبد البديع العربي، قال أن حسن يوسف كان جارًا لهم، وكان يتردد على بيتهم، أملًا في أن يَزُجَّ به والدُه إلى الوسط الفني، وكان يتصرف معهم كأنه واحد من افراد الأسرة، فكان يساعد السيدة والدته في أعمال المنزل،وخاصة الغسيل.
وفي سنة 1994 تقريبًا طلبت مني عبلة النويس رئيس تحرير مجلة زهرة الخليج، إقناع شمس البارودي بأن تكتب عمودًا في المجلة، كان ذلك بعد اعتزالها ونقابها.
اتصلت بحسن يوسف في القاهرة، وتولت زوجتي الحديث مع شمس، فلما عرَضَت الأمر عليها، سألتها شمسُ: هل زهرة الخليج تكتب عن الفن؟.. قالت زوجتي: نعم، فقالت شمس، أنها تنأى بنفسها عن أي شيء له علاقة بالفن، فقالت لها زوجتي، أن الشيخ الغزالي يكتب في مجلة سيدتي، رغم أنها تكتب عن الفن، فكان جوابها: الشيخ الغزالي له تاريخ يحصنه، أما أنا فأبتعد عن أن أي شيء له علاقة بالفن.
وفي العام نفسه، ألقى الناقد الفني سمير فريد محاضرة في ابو ظبي تعرض فيها لشمس وعن سبب اعتزالها ونقابها، فكتبت في جريدة الإتحاد مقالًا دفاعًا عنها، كان عنوانه: (من كان منكم بلا فضيحة فليرمها بحجر).. ولكن رئيس التحرير في ذلك الوقت الصديق العزيز عادل الراشد، قال لي أن العنوان صارخ، واقترح تعديله إلى: (لماذا شمس وليست هند)..لأنني ذكرت في المقال أن هند رستم لعبت دور البطولة في فيلم الراهبة، ولم يذكرها أحدٌ بسوء.
زرت حسن يوسف في شقته بميامي في الاسكندرية، سنة 1997 تقريبًا، قبل انتشار مصيف الساحل الشمالي، وبعدها زارني في مكتبي بالوزارة بالإسكندرية، فلما عرف الشيخ سيد الصاوي رحمه الله أن حسن يوسف عندي في مكتبي، دعانا لتناول الغداء في بيته، فقد كان يسكن في العمارة نفسها التي فيها مكتبي، وكان حسن يوسف يتردد عليه في وزارة الأوقاف كلما زار أبو ظبي، فقد كان الشيخ سيد رحمه الله كبير الوعاظ بوزارة الأوقاف في أبو ظبي.
أخبرني حسن يوسف عن رغبته في عمل مجلة للأطفال وأقترح أن يكون أسمها (شمس) باعتباري أحد مؤسسي مجلة ماجد، ولكن المشروع لم يتم.
كان حسن يوسف يبدو ظريفًا ودودًا، ولكن اعتراه تَغَيُّرٌ شديد بعد سنة 2011 فانقلب على المتدينين الذين أظهر انتماءه إليهم من قبل، الذين كانوا أصحاب فضل عليه، واحسنوا استقباله وأعانوه في رحلاته لبلاد الخليج، تنكر لهم، وقَلَبَ لهم (ظَهر الـمِّجَن) ورماهم بما ليس فيهم.
على كل حال، فقد أفضى إلى ما قدم، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه يا رب العالمين.