العلم النافع أساس كل خير ، وهو في الإسلام يحتل مكانة كبرى ، فهو تركة الأنبياء وتُراثهم وأهله عصبتهم ووراثهم ، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أسألك علمًا نافعًا )) .
والعلم النافع هو الذي ينير العقول والبصائر ، ويستنهض الهمم والضمائر ، فترتقي به الأمة ويعلو شأنها .
وبمقدار ما يكون العلم متمكنًا وطالب العلم نهمًا تكون النتائج أوفر ، والعوائد أكثر .
وكلما كان العلم سديدًا ، مواكبًا للعصر ، مناسبًا للنوازل ، كان أدعى لحمل الناس على أداء التكاليف الشرعية وفق مراد الشارع الحكيم .
قال الإمام علي ـ رضي الله تعالى عنه ـ : إن الفقيه حقًا هو مَن لم يقنط الناس من رحمة الله ـ عز وجل – ولم يرخص لهم في معاصي الله ـ عز وجل ـ ولم يؤمنهم من عذاب الله ـ عز وجل ـ ولم يدع القرآن رغبةً عنه إلى غيره ، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فقه فيه ولا قراءة لا تدبر فيها .
ومن هنا نعلم أن التعليم عمومًا والشرعي على وجه الخصوص يحتاج إلى تجويد مستمر كي يستطيع تخريج علماء لديهم قدرات خاصة تؤهلهم لفهم الواقع والعلم بأحوال الناس وعاداتهم وأعرافهم ومعرفة المستجدات وكيفية التعامل معها والتخلق بآداب الحوار والبعد عن التعصب الأعمى الذي يشتت الذهن ويغيب الفهم ويبعد صاحبه عن الجادة .
ولن يتحقق ذلك إلا بالتجويد المستمر لبرامج الدراسة ـ خصوصًا في مرحلة ما قبل الجامعة ـ بحيث تتناسب هذه البرامج مع قضايا ونوازل المجتمع الملحة .
تعلم الطالب طرق التفكير السليم التي تؤهله لمواجهة قضايا الإلحاد والتطرف الفكري والعقدي … إلى غيرها من القضايا الحياتية التي تصل الطالب بواقع الحياة ، فيستطيع من خلالها تجلية الحقائق وبيان حكم الشارع بعيدا عن الشبه التي تحاك هنا أو هناك … وهذا ما يتم بشكل مستمر في الأزهر الشريف.
إن العالم الحقيقي هو الذي يجد مخارج للناس في نوازلهم المختلفة شريطة أن تتفق هذه المخارج مع قواعد وأحكام الشريعة.
قال سفيان الثوري : العلم عندنا الرخصة من ثقة فأما التشدد فيحسنه كل أحد..