ألم ترّ إلى الذين امتلكوا نواصي العلوم، وسبّروا أغوار الطب والهندسة والفلك والكيمياء والفيزياء والجغرافيا والتاريخ والشعر والأدب والفلسفة،،
إنهم الجواهر والمفاخر، الذين اقتحموا ميادين العلم والمعرفة في الزمن الغابر، فأحرزوا فيها العُلا والمرام، بعد كد وجد ودأب وإقدام، فتجد كل عالم عربي مسلم قاسم مشترك مع سائر العلوم الطبيعية والإنسانية، وربما العلوم الشرعية، وتلك خصيصة وخلة لم تتحقق إلا في علماء العرب والمسلمين..
فالمذكورين في صفحة الأطباء تراهم في صفحة الفلك والكيمياء والفيزياء إلخ…
وبينما كان ابن سينا وابن النفيس أبوي الطب ، والزهراوي أبو الجراحة، وجابر بن حيان أبو الكيمياء، والحسن بن الهيثم أبو الفيزياء، والخوارزمي أبو الجبر، والإدريسي والمسعودي أبوي الجغرافيا، وابن خلدون أبو علم الاجتماع ، فها هو ثابت بن قرة الملقب بعشيق العلم وإقليدس العرب، أبو الهندسة… الذي سنا برقه كذلك في الفلك، والرياضيات، والذي قال عنه ديورانت في كتاب [ قصة الحضارة ] إنه أعظم علماء الهندسة المسلمين، وهو الذي مهد لإيجاد علم التكامل والتفاضل، كما استطاع أن يحل المعادلات الجبرية بالطريقة الهندسية، وتمكن من تطوير وتجديد نظرية فيثاغورث، وهو أول من توصل لطول حساب السنة الشمسية ، وقد ترك في قلب الدهر أعظم المؤلفات العلمية في شتى فروع العلم، التي لا يزال الباحثون ينهلون منها زاداً نافعاً::
كتاب في المخروط المكافئ
كتاب في الشكل الملقب بالقطاع
كتاب في قطع الاسطوانة
كتاب في العمل بالكرة
كتاب في قطوع الاسطوانة وبسيطها
كتاب في مساحة الأشكال وسائر البسط والأشكال المجسمة
كتاب في المسائل الهندسية
كتاب في المربع
كتاب في أن الخطين المستقيمين إذا خرجا على أقلّ من زاويتين قائمتين التقيا
كتاب في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية
كتاب في تركيب الأفلاك
كتاب المختصر في علم الهندسة
كتاب في تسهيل المجسطي
كتاب في الموسيقى
كتاب في المثلث القائم الزاوية
كتاب في حركة الفلك
كتاب في ما يظهر من القمر من آثار الكسوف وعلاماته
كتاب المدخل إلى إقليدس
كتاب المدخل إلى المنطق
مقالة في حساب خسوف الشمس والقمر
كتاب في مختصر علم النجوم
كتاب للمولودين في سبعة أشهر
* ما أروع حضارتنا الباسقة الراسية، من بغداد إلى دمشق إلى الأندلس إلى القاهرة.. حلقة علمية دائرية تكاملية تبعث على الفخر، من بيت الحكمة ببغداد، إلى القيروان بتونس، إلى القرويين بالمغرب، إلى قرطبة بالأندلس، إلى الأزهر العتيق بمصر ….
حضارة علمية شيدها الجحافل والأماثل في كل فروع العلم وما ضعفوا وما استكانوا…
يحرى بهم قول الفرزدق:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم – إذا جمعتنا يا جرير المجامع