سؤال برئ للغاية إلى كل “المتأخونين” و”المتشيعين” و”المتنشطين” و”المتثورنين” العرب والمسلمين من “نُخبة قوم تُبَّع” في مقاهي التواصل الاجتماعوي: ماذا تقولون حول بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين والكيان الصهيونوي والكيان الميليشياوي اللبناني المسمى (حاء/ حزب الله) الذي بدأ منذ فجر الأربعاء 27/11/2024م؟
وماذا تقولون كذلك حول ما يمرره الكيان الميليشياوي الفلسطيني المسمى جماعة (حاء/حماس) عبر مصدر “طلب عدم ذكر اسمه لـ “وكالة فرانس برس”: (بأنها جاهزة لإبرام اتفاق بشأن هدنة في قطاع غزة بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان)!
والمثير للسخرية أن ذلك المصدر الذي يتم تجهيل اسمه عمداً، يواصل في تصريحه الساقط كشف عِلَّة هذه الميليشيات ذاتها ومعها نُخبة “قوم تُبَّع” ممن تحولوا إلى ثوار افتراضيين؛ إذ يلحق تصريحه الطريف بعبارة نشرتها الوكالة: (إن وقف إطلاق النار في لبنان “انتصار وإنجاز كبير للمقاومة)؛ مؤكداً: (أن الحركة ـ حاء ـ أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن حماس جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزمت إسرائيل.)!!
والذي يثبت مصداقية الخبر العجيب أن “الميليشياوي الحائي” أسامة حمدان الموصوف بأنه القيادي البارز في حركة حماس بلبنان قال: (إن الحركة ـ حماس ـ ستدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحليفها اللبناني حزب الله، رغم تعهدات حزب الله السابقة بإنهاء القتال في لبنان فقط إذا توقفت الحرب في غزة)!!
وقد أضاف من دون إدراك الدلالة المضمرة التي تثبت تهافته وتجارته بالقضية الوطنية وهو يقول: (أن إسرائيل تعطل وتتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة“.؛ أي أنه يتشوق ويأمل لقبول الكيان الصهيونوي وقف إطلاق النار في غزة المنتكبة بـ “حركة ميليشيا حاء”، والتي تسببت في تلك الكارثة منذ متوهم ما يُسمى “طوفان الاقصى” المخطط له والذي جرى ترتيبه مع النظام الفارسي المتشيع بأذرعه الحائية “حزب الله اللبناني والحوثي اليمني”!
والسؤال الواجب أن تجيب “نخبة تُبَّع” عليه من المتأخونين والمتشيعين والمتنشطين والمتثورنين في الفضاء الافتراضوي: لماذا لا تنتقلون لميادين المواجهة؛ مناضلين عملياتيين لمقاومة إجرام الكيان الصهيونوي؟ لماذا لا تذهبون إلى أنفاق غزة المدمرة والضاحية والبقاع والجنوب اللبناني لتناضلوا بديلاً عن ميليشيات حاء بشقيها المتأخون والمتفرس؟
*****
إن الفعل المشبوه لتنظيمات ميليشيات “جماعات حاء” تسبب في تدمير الدار وقتل وتهجير البشر ممن لا حيلة لهم أمام جنون الميليشيات بأجنداتها الموبؤة لخدمة رعاتها. وتؤكد الإحصاءات الرسمية نتائج فعل تلك الميليشيات كما يلي:
** الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية تؤكد استشهد 41.615 فلسطينياً في قطاع عزة وإصابة 96.359 مواطنين آخرين حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2024 م بالفعل الإجرامي الصهيوني. وفي الضفة الغربية تسبب عدوان الاحتلال في استشهاد 719 مواطنا وأصابة 5.750 آخرين.
** الفعل الصهيوني المجرم تسبب في تدمير نحو 59% من أبنية قطاع غزة المنتكب بوجود جماعة حاء المتأخونة وفق تحليل صور بالأقمار الاصطناعية الأميركية قام بتحليلها الباحثان كوري شير وجايمون فان دي هويك. وهذه النسبة تعادل نحو 169 ألف مبنى حتى تاريخ 13/11/2024م
** ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه، إلى 492 شهيداً و1645 مصاباً، من بينهم 35 طفلاً و58 امرأة نتيجة عمليات ميليشيا “حاء/ حزب الله” حسب بينات وزارة الصحة اللبنانية يوم 25/11/2024م.
** بلغ مجمل الخسائر في الجنوب اللبناني نحو مليار و200 مليون دولار، وهي خسائر مرتبطة بشكل أساس بالدمار في البنى التحتية والطرقات والمباني والأراضي الزراعية، حسب دراسة حصلت عليهاصحيفة “الشرق الأوسط”فضلاً عن نحو 300 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة إقفال المؤسسات وتوقف الأعمال.
*****
يا “نخبة تُبَّع” هل في وجوهكم قطرة من دماء لتشعروا بالخجل مما تتاجرون به؟ ولتعرفوا إن مهمة الحفاظ على كيانات الأوطان بالتكليف والتخصيص مرتبطة بالجيوش الوطنية؛ والمؤسسات الوطنية الرسمية التي تتولى إدارة ملفات الأزمات؛ فيما دور الشعوب هو دعم هذه المؤسسات في تحقيق مستهدفها بالحفاظ على الأوطان؟
إن التعامل التدميري من جيش الكيان الصهيوني لغزة الفلسطينية والجنوب اللبناني يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الميليشيات تنفذ الأجندة الخفية؛ بتحقيق المتخيل غير المشروع المسمى “دولة إسرائيل”؛ وهي تضع نفسها بديلاً للدولة الوطنية العربية؛ وهي لا تمتلك أية مقومات للقيام بمهمة تحرير الأرض وحمايتها. فمن يدفع الثمن سوى الملايين من الشعوب الأسيرة للميليشيات الحائية؟