شيء محمود أن تسود روح التكافل الاجتماعي وتتسابق أيادي الخير في تقديم المساعدة والعون لغير القادرين ماديًا والفقراء والمحتاجين والأسر الأولى بالرعاية بالتبرع لهم من خلال المبادرات التي يتم إطلاقها ما بين الحين والآخر؛ ومنها مؤخرًا مبادرة (ستر وغطا) و(دفا وفرحة)، التي تتولى وتشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعي، بالتعاون مع جمعية الأورمان الخيرية؛ حيث تم خلال الأيام الماضية توزيع الآلاف من البطاطين والملابس الجديدة وسلاسل الطعام مجانا على المحتاجين، بالإضافة إلى تأجير فساتين الزفاف بالمجان للمقبلات على الزواج من غير القادرات، وذلك في قرى عدد من المحافظات؛ ومنها المنوفية وأسيوط والفيوم والأقصر.
ولا شك أن هذه المبادرات الكريمة هي تخفيف عن كاهل أهلنا المواطنين المحتاجين، وتندرج تحت بند جبر الخواطر وذلك شيء طيب؛ وهو عند الله محمود وجزاهم الله خيرًا، ولكن هناك ملحوظة مهمة يجب على القائمين على تلك المبادرات اتخاذها؛ وهي عدم تصوير المواطنين خلال تسلمهم تلك المساعدات أو توزيعها عليهم في منازلهم وبث ذلك في وسائل الإعلام؛ وذلك حفاظا على كرامتهم وكرامة أولادهم وعائلاتهم أمام المحيطين بهم، وربما هناك الكثيرون منهم يتخوفون أن يرفضوا التصوير فيتم حرمانهم من المساعدات؛ ولذا يكتفى بنشر خبر في وسائل الإعلام عن نشاط المساعدات دون تصوير المحتاجين؛ لأنه من الكرامة المحافظة على كرامة الآخرين.
وأرجو أن يتم وضع خطة خاصة بكل محافظة ما بين جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، الذي يقوم بدور مشكور حاليًا ورجال الأعمال والشركات والمصانع والقادرين ماديا ومؤسسات المجتمع المدني بتوفير التمويل اللازم لإقامة الآلاف من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لكل فرد في المحافظة قادر على العمل؛ سواء رجل أو سيدة أو شاب او فتاة، وتدريب وتعليم من يحتاج منهم حِرفًا معينة تحتاجها المحافظة؛ وذلك لرفع المستوى الاقتصادي للأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن، وبذلك نطبق الحكمة التي تقول (لا تعطيني سمكة؛ بل علمني كيف اصطاد)، وهو أفضل وأكرم، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أفضلُ الصَّدقةِ ما كان عن ظهرِ غنًى، واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفلَى، وابدأْ مَنَ تعولُ”، بالاضافة إلى أن هذه المشروعات سوف تكون داعمة للاقتصاد القومي.