قالوا عن المرأة عاطفيه ، فجردوها بذلك من منطق العقل ، و قالوا عن الرجل عقل فجردوه بذلك من رقة العاطفة …
كيف يمكن إذاً لعاطفة جياشة مثل عاطفة المرأة لا يحكمها منطق أن تنجح في التربع على عرش قلبٍ لا تحكمه العاطفة ؟ اين التوازن الذي قد يخلق علاقة جميلة مبنية على الاحترام و الحب الصادق ؟
لقد شوهت مجتمعاتنا المفاهيم و بدل أن تقرب الناس من بعضهم خلقت بينهم مسافات نفسية يستحيل تقريبا تجاوزها .
الرجل مطالبٌ بالقوة ، و القوامة ، و الشهامة بغض النظر عن نشأته و تربيته و مشاعره التي قد تكون تعرضت للكثير من الضغوطات و الاضطرابات النفسية ، إنه مطالب أن يتجاوز كل ضعفه و خيباته و هزائمه و يكون رجلا ، مفروض عليه أن يتنكر كليا لجانبه الانساني العاطفي الذي يستدعي إظهار الضعف و الحب و التعبير بكل صدق عن مشاعره دون خوف من أحكام المجتمع ..لهذا أغلب الرجال يخفون ضعفهم و مشاعرهم بدل التعامل معها بدون تعقيدات. الضغوطات الكثيرة على الرجل تجعله كتوما معقدا و تدفعه أن يضع قناع القوة بدل أن يكون قويا فعلا .
في ظل صراعاته النفسية ، تأتي امرأة عاطفية دون منطق ، تطلب منه كل شيء ، القوامة ، الحب ، الشهامة ، الرجولة ، القوة ..
في المقابل تغرقه عاطفة و قد تكون تلك العاطفة أكبر جدا من قدراته على مجاراتها ، لِأنَّها لا تزيد إلا من مخاوفه الدفينة في كشف حقيقة أنه كان يرتدي قناع الرجولة و لا يشعر بها ، هنا تظهر اظطرابات ذلك الكبرياء الذي لا يخفي خلفه سوى خوف و عقد و عدم ثقة بالنفس ، و دون أن تدري المرأة تجد نفسها أمام رجل متلاعب يتغدى على عاطفتها الجياشة دون أن يسمح لها بتاتا باختراق جدار كبرياءه و لمس اعماقه . انها علاقة مميتة و فاشلة بين امرأة لا تفكر و رجل لا يفتح قلبه.