أتفق مع كلمة رئيس جمهورية إندونيسيا فى افتتاح قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى التى عقدت بالأمس فى العاصمة الإدارية حينما أشار إلى أن هذه المنظمة قد تكون منظمة الأمل لشعوبها وللعالم الإسلامى إذا تم الاستفادة من الخبرات السابقة، ونبذ الخلافات، وهو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس القمة إلى التعليق على كلمة رئيس إندونيسيا والتأكيد عليها مشدداً على ضرورة الاستفادة من الخبرات السابقة والتركيز على المشتركات ونبذ الخلافات.
الحضور الرفيع المستوى فى القمة كان لافتاً للانتباه حيث حرص معظم زعماء وقادة الدول المشاركة فى المنظمة على الحضور، وخاصه زعماء تركيا، وايران، وإندونيسيا، وبنجلاديش، وأذربيجان وغيرهم، وهو ما يؤكد مكانة مصر وقدرتها على دفع العمل قدماً فى تلك المنظمة الواعدة التى يمكن أن تكون قاطرة للتقدم لصالح شعوب هذه الدول.
منظمة الثمانى منظمة اقتصادية تم تأسيسها عام 1997 وعدد سكان الدول المشاركة فيها حوالى 15% من سكان العالم، ومن الممكن أن تكون هذه المنظمة واحدة من أكبر التجمعات الإقتصادية فى العالم، لكن لا يزال أمامها مشوار طويل فى إزالة العقبات التجارية والاقتصادية بين دولها.
الأمر المؤكد أن رئاسة مصر للمنظمة سوف تكون نقلة موضوعية ضخمه لها، لما هو معروف عن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قدرته على تحريك المياه الساكنة، وابتكار الحلول للمشكلات المتراكمة.
على الفور بدأت مصر فى إطلاق العديد من المبادرات فى الجلسة الافتتاحية خاصة ما يتعلق بالتعاون فى المجالات الصحية، والاقتصادية، والتعليم الجامعى وقبل الجامعي، وكذلك التنسيق والتعاون فى المجال السياسى والدبلوماسي.
أعتقد ان المنظمة يمكن أن تكون ذراع اقتصادى وتجارى عالمى قوى، قادر على مواكبة جميع التحديات المستقبلية، ليكون نموذجاً للتعاون الإقتصادى بين الدول الإسلامية المشاركة فى المنظمة.
الاقتصاد هو الذى يقود العالم، ونجاح المنظمه اقتصادياً سوف يكون له بالضرورة تاثيرات سياسية هامة تتعلق بمحاربة «الإسلامفوبيا» وإقرار السلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط ولكل دول العالم، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967.