يخلط الكثير من بني البشر بين هذين، فيُدمج هذا بذاك، أو يبدل هذا مكان ذاك، وفي الحالتين خطل عظيم…
فأما فرض العين هو ما اقتضى اللزوم على الفرد المكلف، نحو عبادة الله الواحد لا شريك له، والإيمان بملائكتة، وكتبه، وسائر رسله، والقدر خيره وشره…
الصلاة منها ما هو محل فرض العين، كالفروض الخمسة، ومنها ما هو فرض كفاية، كصلاة العيدين والجنائز والخسوف …
الزكاة فرض عين حالاً واستقبالاً…
الصوم منه فرض عين وهو شهر رمضان، وفرض كفاية، كالنوافل والست من شوال والعشر من ذي الحجة…
الحج فرض عين ولكن قد يتحول إلى فرض كفاية على من لم يستطع إليه سبيلا ..
جهاد النفس فرض عين، الجهاد في سبيل الله فرض كفاية لمجموع قوله تعالى [وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: ١٠٤
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: ١٢٢
وبحاصل الآيتين، يصبح القضاء والإفتاء والتأذين للأوقات والإمامة وتغسيل الموتى فروض كفاية، ولكن تأثم الأمة بأسرها إذا غفلت أو تقاعست عن فروض الكفاية،،
اللغة العربية فرض عين، لفهم الوحيين، فلا يحل عنها سائر لغات العالم في تحصيل المراد الشرعي والبياني القرآني والنبوي…
واللغة الإنجليزية التي تأسر طيفاً من الناس، زعماً بأنها من الفروض العينية، هي لا تتعدى الفروض الكفائية، وليس ثمة نص يأمر بتعلمها ولا على سبيل فرض الكفاية… وأما مقولة : من تعلم لغة قوم أمن مكرهم.. فلا تمت بصلة للنبي صلى الله عليه وسلم، فهي من خواطر المفكرين والفلاسفة.. وإن كان معناها صحيحاً..