مصر كلها تعيش في أجواء احتفالات بالعام الجديد و7 يناير وليست احتفالات خاصة بفئة دون أخرى أو جماعة غير الجماعات..
الناس تابعت احتفالات الأقباط من خلال الطقوس التي رأسها البابا تواضروس الثاني ومن خلال حبهم وإعزازهم بالوطن الواحد الذي يقوده زعيم واحد وذلك هو التوحد بين الأوصال عكس من تمزقت أوصالهم نتيجة الخلافات بين أفرادهم وبعضهم البعض.
الحمد لله.. الحمد لله لا توجد بيننا خلافات بل جميعنا يسعى إلى توطيد الروابط أكثر وأكثر لاسيما بعد أن رأينا كيف صار الحال بجيراننا أو غير جيراننا.
***
البابا تواضروس ركز على المقولة الشهيرة والتي هي” وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن” ومع ذلك لم تعد هناك مشكلة بالنسبة لبناء الكنائس أو ترميمها أو تزويدها بكل مقومات العصر الحديث من أجهزة ومعدات وصالات للاجتماعات والعبادة في آنٍ واحد..
وإنصافا للحق.. هذا هو حال الأقباط دائما في مصر حتى في أيام الأزمات التي افتعلها البعض دون وجه حق كان البابا شنودة -رحمه الله- يتعامل مع المواقف الصعبة بصدر رحب وإيمان عميق.
وأذكر مرة أنني ذهبت لإجراء حوار معه بمناسبة العام الجديد.. وكانت العلاقات متوترة بين المسيحيين والمسلمين فإذا بالبابا يقول إنني أتحدث للمسلمين قبل الأقباط وإني مؤمن ببساطة سلوكياتهم وبالرغبة الصادقة في إرساء جسور المحبة والمودة المشتركة حتى عندما كانت تفرض حادثة من نوع معين نفسها على الساحة نجد البابا شنودة -رحمه الله- يمر عليها سراعا تلافيا لأي تصعيد أو إثارة للمشاعر أكثر وأكثر.
***
اليوم يجيء البابا تواضروس يكمل مسيرة الحب والسلام التي تتجلى على سبيل المثال في قوله: المصريون بكل طوائفهم على قلب رجل واحد في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة كل التحديات التي تواجه الوطن.
بكل المقاييس إنه كلام يريح الأفئدة ويضفي مشاعر الصفاء والتفاؤل بين الصدور..
***
وهنا أود أن أوضح عدة حقائق أساسية:
أولا: كلما تأكدت يوما بعد يوم الثقة بين القائد والجماهير كلما أصبح القوم أكثر حرصا على تلاحمهم وتكاتفهم.
ثانيا: يحسب لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي أنه زعيم شجاع لا يخشى في الحق لومة لائم واستطاع بحق -وألف حق- أن يمنح العلاقات بين الناس مزيدا من القوة ومزيدا من النور ومزيدا من الأمل والتفاؤل.
ثالثا: سلاح الإشاعات الكاذبة سقط سقوطا مزريا بعد أن انصرف الناس عن الاهتمام بها.
رابعا: لم يغب عن دائرة اهتمامنا فلسطينيو غزة ولو لحظة واحدة والدليل تلك المتابعة النشطة والجريئة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنع تصفية القضية والوقوف حائلا ضد تهجير الفلسطينيين قسرا..
ومرة أخرى كل عام وأنتم بخير.
***
و..و..شكرا