الاخبارية – وكالات
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الاثنين إنه سيوقع اتفاق شراكة استراتيجية واتفاقا أمنيا مع بريطانيا بعد توجهه إلى هناك في زيارة رسمية على خلفية تحولات تاريخية في الشرق الأوسط.
ويحاول العراق تجنب التحول إلى منطقة صراع مرة أخرى وسط فترة من الاضطرابات الإقليمية التي شهدت إضعاف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حليفة إيران في قطاع غزة، واستهداف جماعة حزب الله في لبنان، والإطاحة ببشار الأسد في سوريا.
والعراق حليف نادر لواشنطن وطهران، وتعرضت قدرته على تحقيق التوازن في علاقاته مع الجانبين للاختبار من خلال الهجمات التي شنتها جماعات مسلحة عراقية متحالفة مع إيران على إسرائيل وعلى القوات الأمريكية على أراضيه في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأدى ذلك إلى جولات عدة من الضربات المتبادلة التي تسنى احتواؤها منذ ذلك الحين، لكن بعض المسؤولين العراقيين يخشون حدوث تصعيد بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير كانون الثاني.
وقال السوداني لرويترز يوم الاثنين في أثناء توجهه من بغداد إلى لندن إن الزيارة “توقيتها بالتأكيد توقيت مهم سواء كان لمسار العلاقة بين العراق والمملكة المتحدة أو نتيجة تطورات الأحداث التي تستدعي مزيد من التشاور”.
وأضاف السوداني أن الاتفاق الأمني بين بريطانيا والعراق من شأنه أن يطور العلاقات العسكرية الثنائية بعد الإعلان في العام الماضي عن أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية سينهي عمله في العراق في 2026.
وبريطانيا، المستعمر السابق للعراق، عضو رئيسي في التحالف.
وهُزم تنظيم الدولة الإسلامية إقليميا في العراق في 2017 وفي سوريا في 2019 على الرغم من أن المخاوف لا تزال قائمة إزاء احتمال إعادة تنظيم صفوفه في مناطق نائية من العراق واستغلال فراغ السلطة في سوريا بعد إطاحة المعارضة السورية بالأسد في ديسمبر كانون الأول.
وقال السوداني عن اتفاق الشراكة الاستراتيجية “هذه واحدة من أهم المحطات في علاقة العراق بالمملكة المتحدة. وأقدر أوصفها بأنها تمثل بداية عهد جديد”. ولم يخض في تفاصيل.
وأضاف أن الزيارة ستشهد أيضا توقيع اتفاقيات كبيرة مع شركات بريطانية.
وتابع أن الزيارة “ليست إجراء أو نشاطا بروتوكوليا لمجرد الزيارة”.
كان العراق وقع في وقت سابق اتفاق شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة يهدف إلى توسيع العلاقات إلى ما هو أبعد من العلاقات العسكرية التي أقيمت بعد الغزو الذي قادته واشنطن للعراق في 2003، والذي انضمت إليه بريطانيا أيضا.
وأطاح هذا الغزو بصدام حسين، ولكنه أطلق العنان لإراقة الدماء على أساس طائفي لسنوات ولاندلاع حرب ثم ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي اضطهد الأقليات وأقام “خلافة” لفترة وجيزة قبل أن يُهزم.
وتراجعت أعمال العنف في السنوات القليلة الماضية، وينعم جزء كبير من البلاد باستقرار نسبي على الرغم من أن الاقتصاد لا يزال يعتمد اعتمادا كبيرا على أجور القطاع العام التي يتم تمويلها بالكامل تقريبا من النفط، مما يؤدي إلى أزمات دورية عند انخفاض الأسعار.
ويحاول السوداني التركيز على إعادة إنشاء البنية التحتية المتضررة بسبب الحرب في العراق وتوسيع العلاقات مع الدول الغربية والعربية بالإضافة إلى موازنة العلاقات مع إيران المجاورة التي تدعم مجموعة من الجماعات المسلحة العراقية، ولكنها تقدم أيضا الكهرباء والغاز الحيويين.
وقال محمد النجار مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار لرويترز إن العراق يعد إبرام الاتفاقات مع الدول الغربية والعربية وسيلة رئيسية لمنع الصراعات.
وأضاف أن البلاد تضع الاقتصاد في صميم سياستها للأمن القومي، مشيرا إلى جدول أعمال الزيارة الذي يركز بشكل مقصود على الجانب الاقتصادي على الرغم من الاضطرابات في الشرق الأوسط.