بدأت فعاليات وقف إطلاق النار وتبخر حلم التهجير القسري لأهل غزة كبداية لتهجيركل الفلسطينيين من كل فلسطين بحسب ما هو مرسوم لدى العدو.
انتهى حلم استسلام أهل غزة وإعلانهم الهزيمة وتسليم سلاحهم وأنفسهم لعدوهم.
كما اشترط لوقف الحرب نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل وجو بايدن رئيس أمريكا وكثيرون من المسئوليين الغربيين ولوح بذلك المحللون العسكريون الغربيون العنصريون في بداية الحرب .
انتهى حلم الإرهابيين الإسرائيليين بإعلان المواطنين الغزاويين رفضهم للمقاومة وبأنها سر شقائهم فينفصل الشعب عن الجيش ويصبح جيش المقاومة معزولا.
انتهت أمس الهزيمة الدائمة في المعركة السياسية التي لم يحقق فيها العرب انتصارا على عدوهم بل كانوا يخسرون بالسياسة ما حققوه في الحرب وها هم الفلسطينيون يحققون صمودا وإنجازات سياسية مثلما حققوا صمودا وإنجازات في الحرب.
منذ أمس أصبحت هناك حقائق ومرحلة جديدة لا يمكن تجاهلها سواء في ذلك لدى العدو وكذلك القوى الكبرى ولدى الشعب الفلسطيني ولدي العالم العربي وسوف يكون لها ما بعدها .
انتهت للابد أكذوبة أن الفلسطيني يبيع أرضه ولا يتمسك بها إذا ماوجد الرافاهية في أماكن أخري.
تأكد بيقين لا يخامره أدنى شك للعدو أن تحرير أسراه لا يتحقق مهما أحدث من دمار وإبادة إلا بمقابل تحدده المقاومة وترضى به.
تأكد للشعوب المستضعفة أن أصحاب الحق لديهم ما يحقق لهم الحرية أذا ما قبلوا بثمن هذه الحرية وقدموه دون توانٍ
المتابع لتاريخ المقاومة منذ انتفاضة الحجارة التي بدأت ١٩٨٧ يجد أن كل مرحلة من مراحل المقاومة تنتهي بصعود سلمة جديدة في الطريق الى الحرية والقوة والصمود حتى ولو كانت سلمة صغيرة وحتى لو كان الثمن باهظا . فقد انتهت انتفاضات الحجارة باتفاقيات أوسلو وظلت الانتفاضات والمبادرات بين اشتعال وهدوء حتى انسحبت اسرائيل من غزة في ٢٠٠٥ م دون ترتيب مع الجانب الفلسطيني أملا في صراع فلسطيني فلسطيني ثم تنتصر حماس في الانتخابات ٢٠٠٦ فترفض أمريكا والغرب نتائج الانتخابات بتهمة أن حماس منظمة إرهابية من أجل صراع فلسطيني فلسطيني وحرمان الفلسطينيين من آلية الديمقراطية وتداول السلطة
وفي ٢٠٠٨ كان اجتياح اسرائيل لقطاع غزة بعد أسر الغزاويين للجندي جلعاد شاليط وفوجئت اسرائيل في هجومها الذي أسمته “عملية الرصاص المصبوب” واسمتها المقاومة ” حرب الفرقان” بحقائق جديدة على الارض أهمها أن اجتياح عزة لم يعد آمنا كما كان في الماضي وكانت الإنفاق راس عناوين هذه المرحلة وأصبح إسكات صواريخ المقاومة “الكاتيوشا ” والتي كانت من أهداف اسرائيل ـ مستحيلا وبدأت خسائر اسرائيل في الازيادة وفشلت في استعادت الجندي الأسير جلعاد شاليط وكانت هذه مرحلة جديدة في الصراع حيث أصبح الفلسطينيون قادرون على أسر الجنود الإسرائيليين والاحتفاظ بهم دون أن تستطيع اسرائيل استعادتهم بالقوة وتضطر اسرائيل الى مبادلة شارليط بألفي معتقل منهم القائد العسكري الشهيد يحي السنوار .
ثم كانت مواجهة ٢٠١٢م التي استخدمت فيها المقامة صواريخها المحلية الصنع وبلغت فيها الإنفاق مبلغا كبيرًا في التقنية والاستخدام العسكري واضطر الإسرائيليون لأول مرة في حربهم مع الفلسطينيين إلى اللجوء إلى الملاحىء لساعات طويلة وعجزت إسرائيل عن اجتياح غزة بقوة قالت إن قوامها ٧٥ الف جندي وفشلت القبة الحديدية ـ وهي النتيجة الأهم- في صد صواريخ المقاومة .
أما الحرب الأخيرة التي بدأت ف ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ م وتوقفت أمس الأحد فسوف تكون لها نتائجها الواسعة في المستقبل بالإضافة إلى ما جاء في أول المقال وهي خطوة جديدة في الاتجاه الى الحرية ذات الثمن الباهظ.