قصة حب رائعة توجت بالزواج حديث مصر وقتها ، والناس كلها سعيدة بها ..
وعقد قران الملك الشاب وعروسته الجميلة يوم ٢٠ يناير عام ١٩٣٨ ..
يعني زي اليومين دول من ٨٧ سنة ..
وقتها كان الشعب عنده تفاؤل بمليكه ويضع عليه آمال عظيمة مع بداية عهد جديد ولذلك شاركه فرحته.
وكان قد تولى العرش عام ١٩٣٦ بعد وفاة والده الملك “فؤاد الأول” في أبريل من نفس العام ، ولم تكن له أي شعبية بين المصريين ..
وابنه “فاروق” في ذلك الوقت حاجة تانية خالص ..
دق قلبه لفتاة اسمها “صافيناز ذوالفقار” كان قد تعرف عليها في رحلة جمعتهم إلى أوروبا قبل تتويجه ملكا.
وفي إحدى الأمسيات من شهر أغسطس عام ١٩٣٧ كان جلالة الملك يومئذ بالإسكندرية في مضيفة هناك بقصر المنتزه ، وأراد أن يعرب عن حبه لها بعيداً عن أي رسميات ، فأخذ سيارته وكانت شهيرة بلونها الأحمر وانطلق بها إلى منزل عروسه حيث تعيش مع والدها “يوسف بك ذو الفقار” وكيل محكمة الاستئناف المختلطة ..
ولم تكن الزيارة معدة سلفاً ، ولم يخبر بها أحد ، وفوجئت به يطرق بابها وكانت مفاجأة كبرى لها ، ولم يكن هناك أحد بالمنزل سواها ، فالأب مش موجود والأم ذهبت لزيارة أسرة من أصدقائها.
وبعد الترحيب بجلالة الملك وسط الدهشة التي طرأت عليها لم يضيع وقتا ، بل فاتحها بحبه ومكونات قلبه ، وطلب منها الزواج ، وكانت سعادتها غامرة وقالت بمشاعر أختلط فيها الخجل والسرور: هذا شرف عظيم يا مولاي.
وبعد ذلك بدأ البحث عن الأم والأب ..
وتبين أن ست الحبايب موجودة عند خاله ـ خال الملك ـ “حسين صبري باشا” ، وكانت علاقتها بهم وثيقة خاصة بعد رحلة أوروبا حيث كانت موجودة مع أبنتها ضمن أفراد الحاشية ، وصحب الملك حبيبته إلى سراي خاله حيث أفضى إلى السيدة والدتها بما كان بينه وبينها.
فظفرت دمعة فرح من عينها وقالت لجلالته: تلك نعمة من الله وشرف كبير.
والبحث عن الأب كان أكثر صعوبة فقد كان على وشك السفر الى لبنان ، بل وصل بالفعل إلى ميناء بورسعيد حيث الباخرة التي ستقله الى هناك ، وصدق أو لا تصدق لم تتوان الصحف المصرية في ذلك الوقت من ذكر أن الملك “فاروق” استعان بالبوليس لمنع والدها من السفر ، وانزعج الرجل أول الأمر ولم يعرف سبباً لهذا المنع ، وذهبت به الظنون كل مذهب ، ومرت بمخيلته طائفة من الفروض دون أن يخطر على باله أن القدر قد كتب لكريمته أن تكون ملكة على مصر.
وعندما “تشرف” بالمقابلة الملكية كما قالت الصحف كانت مفاجأة عمره ، ولم يستطع الملك الإنتظار حتى عودة والد صاحبة الحظ السعيد من رحلته من فرط حبه لها ، وضحى ابوها بلبنان من أجل عيون مليكه !!
وكان لابد لصاحبة الحظ السعيد من تغيير إسمها من “صافي ناز” إلى أسم عربي خالص يبدأ بحرف “الفاء” الذي يحبه ويتفاءل به ..
وكل إخوته البنات أسماءهم بها “فوزية وفايزة وفايقة وفتحية” بالإضافة إلى والده “فؤاد ” وعرضت عليه مجموعة من الأسماء ، واعترض على إسم “فاتنة” وكذلك “فاتن” لأن هذه الأسماء مشتقة من الفتنة ، ورفض كذلك أسم “فردوس ” لأن العامة ينطقونه بفتح الفاء مما يضيع بهجته ، وأخيراً استقر رأيه على إسم “فريدة” التي عرفت به الملكة حتى بعد وفاتها ونسى الجميع “صافيناز“.
وبعد عشر سنوات من الزواج كانت خيبة الناس كبيرة قوي في الملك وساءت سمعته ولم تستطع الملكة “فريدة” تحمل نزواته ومغامراته النسائية وطلبت الطلاق ، وازدادت شعبيتها واحترامها في مصر بعد طلاقها ، وكانت المظاهرات أحياناً تهتف باسمها: خرجت من بيت الدعارة إلى بيت الطهارة !!
وعجائب لهذا الملك الذي كانت عنده فرصة ذهبية ليكسب قلوب المصريين ولكنه خسرها.