من آمن بالسلام يظل دائما وأبدا مدافعا عن غاياته وأساليبه مهما كلفه ذلك من عناء ومشقة ومتابعات قد تستمر أحيانا آناء الليل وأطراف النهار.
من هنا.. ما إن تم توقيع اتفاق الهدنة بين حركة حماس والإسرائيليين حتى كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يسابق الزمن من أجل إعادة تعمير هذا القطاع وتهيئة الأحوال المعيشية المريحة لأهاليه الذين سبق أن فقدوا حياتهم وحياة أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم ولا أكون مبالغا إذا قلت إنهم مازالوا يحاولون لملمة البقية الباقية من هذه الحياة.
***
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرته للعالم كله في نفس الوقت الذي أخذ يكثف توجيه الشاحنات المحملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية لإغاثة الملهوفين والذين يرتعدون بردا بسبب هذه الموجة الأليمة من البرد القارس.
على الجانب المقابل فقد اتصل الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعاهده على أن يكون التعامل بينهما فاعلا من أجل مصالح الناس هنا وهناك وقد أبدى ترامب مشاعر طيبة من خلال نوايا حسنة صادقة .
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب أمس بانسحاب أمريكا من منظمة الصحة العالمية بسبب أسلوب تعاملها مع فيروس كورونا وما تسببت فيه من خسائر للاقتصاد العالمي أحدث دويا على مستوى العالم بأسره وبصراحة أنا شخصيا أؤيد قرار الرئيس ترامب حيث ساورتني أنا شخصيا وكثيرين غيري الشكوك في نشاط تلك المنظمة وقلت مرة بالحرف الواحد إنها تتلاعب بفيروس قد لا يكون موجودا.. وبالفعل أدت قراراتها وتحذيراتها إلى خسائر تفوق في حجمها بكثير الآثار الناجمة عن الفيروس في حد ذاته.
***
ويقولون في واشنطن إن البيت الأبيض لم يطفئ أنواره طوال ليل أمس لاسيما في المكتب البيضاوي وغرف نوم الرئيس مما يدل على أن ترامب حريص على التنفيذ الفوري لسياسته التي أعلن عنها في ختام حملته الانتخابية.
أيضا بالرغم من تأييد الرئيس ترامب السافر والعلني والمستفز لإسرائيل إلا أنه عندما قال لنتنياهو حكاية غزة لابد أن تنتهي لم ينبس سفاح القرن ببنت شفة وبادر على الفور بحل العقبات التي كان يضعها في طريق توقيع الاتفاق..!
ونفس الحال بالنسبة لحركة حماس التي يؤكد الرئيس ترامب أنها لن تحكم غزة بعد اليوم فماذا سيحدث ؟
الله وحده أعلم..
***
ومع ذلك قامت إسرائيل أمس بعملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية بعد أو قبل إعلان ترامب أنه غير واثق من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وما يثير الدهشة في نفس التوقيت أن يقوم بإلغاء العقوبات التي كان فرضها سلفه بايدن على مستوطنين إسرائيليين قاموا بأعمال عنف..!
والله.. حيرتونا..
***
في النهاية تبقى كلمة:
بكل المقاييس مصر يهمها أن تنعم شعوب منطقة الشرق الأوسط بالسلام والوئام والصفاء وفي أول بنود أجندتها حل المشكلة الأزلية التي هي لُب الصراع في المنطقة حلا جذريا وفي سبيل ذلك لن تفقد صبرها ولن تتخلى عن مسئولياتها.
***
و..و..شكرا