ا
لقد ارتأتْ جماعة الإخوان – غيرُ المأسوفِ- عليها السيرَ الحثيث في طريق الظلام، وانتهاجَ سياسة التزييف، والفبركة، والحرص على خلق حالةٍ من الارتباك في الشأن المصريّ الداخليّ على وجه التحديد، وهذا بغرض تفتيت لُحْمةِ هذا الشعب؛ كي ينساقَ، أو ينْجرَّ إلى خلافاتٍ، ونزاعاتٍ بين أطيافه، وحتى يخرجَ من بوْتقةِ الاستقرار إلى دائرة التناحر، الذي مؤداه – دون مواربةٍ – هدمِ كيان وطنه، وهتكِ نسيجه؛ فيصبحَ منالًا سهلًا لعدوٍ يتربصُ، وشامتٍ يترقبُ.
وتتعالى شائعاتُ الإخوانِ – غير المأسوف عليها- شيئًا فشيئًا؛ لتنال من الجميع؛ فلا تترك رمزًا إلا وتقذفه، ولا مؤسسةً وطنيّةً إلا وترميها، وتقلل من قدرها، ولا وطنيًّا مخلصًا إلا واتهمته بما ليس فيه، وتلك هي طريقتهم طريقة التيه، ومسار الضلال؛ فقد باتتْ أقوالهم، وافتراءاتهم مفضوحةً لمن يمتلك قليلًا من الوعي، والفِطْنةِ، والحِكْمةِ؛ لكن نُعْلنُها بوضوحٍ، ونؤكد أن المصريين على قلبِ رجلٍ واحدٍ، ويدركون مليًا عدوَّهم الحقيقيّ.
ورغم بطلان الأكاذيب، والادعاءات التي تطلقها منابرُ الإخوان ليل نهار، ورغم وضوح المشهد، وشروق شمس الحق؛ إلا أن إدمان نشر الشائعات، والتوغل في غيابات الضلال قد أصبح معتادًا لدى هذه الجماعة غير المرغوب في تواجدها في أيّ مكانٍ؛ حيث إنّ مجرد وجودها، وتواجداها يهوى عمود الاستقرار، وساريته، ويستهدف التنمية، والازدهار، ويعيق كل من يسعى نحو تحقيق غايات وطنه العليا؛ حيث إن الخراب، والدمار للأوطان، والمجتمعات من معشوقات أهل الغيّ، والضلال.
إن من يتجرأ على نشر الشائعات، والأكاذيب التي تستهدف النَّيلَ من مؤسسةٍ شريفةٍ وطنيّةٍ يحمل منتسبيها أرواحَهم على أكفّهم، ويبذلون أذكى الدماءِ من أجل الحفاظ على هذا الوطن، ويدْحرون كيْدَ كل معتدٍ أثيمٍ يبتغي أن يضير بالبلاد، والعباد، من يفعل ذلك ما هو إلا خائنٌ، أو مأجورٌ، أو مُغرَّرٌ به، أو مغيبٌ، أو لديه وعيٌّ مشوبٌ؛ ومن ثم نقول لهذه الفئة الضالة ومن يحذو حذوها كفاكم مجاهرةً بالعداء، والإفصاح عن كره، وكراهية لهذه البلاد الآمنة التي تدركُ غايتها، وطريقها.
إنّ شعب مصر العظيم يعتزُّ بجيشه الِمغْوارِ، وشرْطته الباسلة، بل، ويصْطفُّ خلفهم، وخلف قيادته السياسية على مدار الساعة؛ فالبلادُ قويّةٌ بشعبها الواعي، الذي يدرك مستهدفاتِ أهل الشر، ويعلم غايتهم غير النبيلة، وفي المقابل يُفوّضُ عن قناعة قيادته السياسية الحكيمة، التي تتخذ من الإجراءات دومًا ما تحصن به البلاد، والعباد، وتفتح مساراتٍ للتقدم، والنهضة غير المسبوقة في شتّى المجالات بعزيمةٍ، وإرادةٍ، واقتدارٍ.
ونقولُ لمدْمني الشائعات أصحابِ الراية، والقلوب السوداء، إن ما تبثونه، وتنشرونه، وتذيعونه من شائعاتٍ مغرضةٍ لن تُحْدثَ الفوضى، والبلبلة، التي ترغبون في أن تزعزع استقرار دولتنا العظيمة بشعبها، وجيشها، ومؤسساتها الوطنيّة، ولن تفلح في النّيل من أمننا القومي بكل أبعاده؛ فما تقومون به ما هو إلا سمُومٌ، لا تأثيرَ لها؛ حيث إنها فاقدةُ الفاعلية لرجال لديهم مناعةٌ، ومنْعةٌ ضِدّ سمُوِمِكم، منتهية الصلاحية، وعديمة الأثر.
إن جبهتنا الداخلية تُرهب الأعداء دومًا؛ فالجميع يدرك أن مصر على بكرة أبيها جيشًا واحدًا، وقلبًا على الحق ثابتًا، وإرادتها لا يُثْنيها مُغْرضٌ مهما بلغتْ نفوذه، وجبروته، وقوته؛ فهذا الشعب لم يتربَّ على خوفٍ، أو إرهابٍ، أو ذلةٍ، أو خنوعٍ؛ إنما تربَّى على حريِّة، وعزّةٍ، وكرامةٍ، وجَسارةٍ، وإقدامٍ؛ فالحياة بالنسبة لهذا الشعب لا معنى لها في حال الاعتداء من أيّ كائنٍ على مُقدّراته؛ فلا تنازلَ عن عُلوِّ المكانة، ورِفْعة القدر، والمقدار.
ونحن نعي أن يقظة هذا الشعب تشكل سلاحه الفتّاك لكل مُعْلني الكراهية، وحاملي العدوانية، وباثيّ الشائعات المغرضة؛ فمن يردْ إرهاب الدولة، وهدم إنجازاتها مقابل غاياتٍ قد باتت عفنةً؛ إذ تتمخَّضُ من فكرٍ مشوهٍ، ومآربَ مخططاتٍ غير سويّةٍ تقوم على تفكيك المجتمعات، وسلْبِ مُقدّراتها، وإسقاطها في بؤرِ الصراعِ، والدخول بها إلى أنفاقٍ مُظْلمةٍ، لا يعلم مداها إلا اللهُ – تعالي-.
نقول لجماعة الإخوان – غير المأسوف عليها- إن شعب مصر لا ينسى من أسْدى إليه معروفًا، ولا يتركُ من أساء إليه، أو تطاول على رموزه، ونؤكد على أن سماحة الدين تحضُّ على دروب الخير، وليس على المكر، وعقد المؤامرات، ونشر الشائعات المغرضة، وإذاعة الأخبار المفبركة، وبثِّ الأحاديث المكذوبة؛ لتشويه الطرف الآخر أيًّا كان مذهبه، ومشربه.
إن الوصول إلى مرحلة إدمان الشائعات المغرضة بهدف تحقيق المآرب غير السويّة يعد حالةً يُرْثى لها، وللجهود التي تُبْذلُ، وتذهب أدراج الرياح، ولا يتبقى منها إلا سيرةٌ تحمل رائحةً عفنةً لأصحابِ الأجنْداتِ الخبيثة؛ فقد بات الكذبُ مفضوحًا، وأضحتْ الثقةُ مستبعدةً، وصارتْ الغاياتُ مفضوحةً؛ فلا مكانَ، ولا مقدارَ لمنْ لا أمانَ، ولا عهدَ له.
لقد استوعب المصريون الدرس، وفقدوا الثقة في جماعاتِ الضلالِ، وتأكد في وجدانهم أن الخير يكمن في الوسطيّةِ، والاعتدالِ، ولا يكمن فيمن يدَّعون شعاراتٍ، ويتشدَّقون بأحاديثَ مزيفةٍ، تحْملُ في باطنها بثِّ الفتن، والغواية، وتشويه الفكر؛ فالمسلّمةَ ندركها مليًا؛ حيث إنّ شعارَ هذه الجماعاتِ المتأسلمةِ يكمن في أنّ الغايةَ لديهم تُبرّرُ الوسيلة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.