.. الحفاظ على الأمن القومي المصري.. خطر الشائعات.. تماسك المجتمع القوة التي لا تقهر
الشائعات معول هدم رئيس للمجتمعات، وتستهدف في مكنونها إضعاف الثقة، وزعزعة الاستقرار، وتقويض الجهود، وشيوع المناخ السلبي، الذي يؤثر بدوره على العزيمة والإرادة؛ فيعمل على النيل منها؛ فلا ترى جراء ذلك استثمارًا للطاقات، بل تستهلك في نشوب النزاعات، والخروج عن صحيح المسار والسياق؛ فلتلهب البلاد بفتيل الفتن، ويفقد المجتمع أغلى ما يمتلكه، وهو مورده البشري؛ ومن ثم لا تُرى تنمية لما تمتلكه الدولة من موارد مادية.
الرهان على الشعب المصري يكسب دومًا؛ فمن يُرد به الضرر، أو الشر، أو التعثر، أو التمزق؛ فلن يربح، ولن يجد إلا مقاومة باسلة تدحض مخططاته التي يحيكها؛ لذا نؤكد لمن يدبر المكائد، ويدس السم عبر شائعات مغرضة على مدار الساعة، أن شعب مصر لديه مناعة ضد كل ذلك، بل إن إصراره على اللحاق بقطار التنمية بات أولى اهتماماته؛ فليس لديه قدرة على تحمل العوز، ولا يستهدف الاعتماد على الآخرين؛ فكم من ضائقة مرت ولم تحدث ما أراده أصحاب الغايات الخبيثة.
نتعجب ممن يحاولون شق الصف المصري، ومن أجل ذلك يطلقون زيف الحديث، ويلفقون مزيدًا من الاتهامات، ويبثون شائعات تحمل كذبًا بواحًا؛ لكن المتعقل للأمر يدرك أن وراء ذلك تمويلًا يستهدف النيل من نسيج الوطن؛ ومن ثم لا تتوقف المحاولات، وتدور ساقية ضخ الأكاذيب؛ فالأمل لدى أصحاب الأجندات المغرضة، ما زال عالقًا في خيال بالي، يحلم بتفكك اللحمة وانهيار المجتمع؛ ليصبح سهل المنال.
لكن كيف لهذا أن يحدث في بلد أمين، يمتلك أهله الوعي الصحيح، ويدرك عدوه جيدًا، كما أن قوة نسيجه ومنعته وترابطه تجعله صلدًا صلبًا لا ينكسر، ولا يلين لتلك المحاولات، بل تراه مدحضًا لها بسرعة اصطفافه خلف دولته، وقيادته السياسية؛ ليؤكد لكل حاقد ومغرض، أن شعب مصر معدنه أصيل لا يفرط، ولا يقبل الدنية، ولا ينساق لدعوات التخريب، ويعلم جيدًا أن تراب الوطن أغلى ما في الوجود، وفق ما استلهمه من معتقده، ومن حضارته المتجذرة عبر آلاف السنين.
الدولة المصرية قيادة ومؤسسات لا تأل جهدًا في تحقيق الحياة الكريمة لشعب عظيم، يستحق كل التقدير والامتنان، ذلك المكون الذي حافظ على وطنه، في وقت استعار الأزمات، والنزاعات، التي تفاقمت فيها حالات الخروج عن الأنظمة، وأهدرت هيبات الدول، وتم الإطاحة بمقدراتها، بل أدى ذلك إلى اشتعال حرب شرسة، زاد لهيبها الطائفية، وعظم من فتكها أصحاب المصالح والأجندات الخاصة، الذين يعملون بإملاءات وتوجيهات وتمويلات خارجية.
الشعب المصري يمتلك دومًا قراره، ويدرك أن الحلول على الطاولة المصرية متوافرة؛ فيستطيع أن يدير الحوار الوطني البناء، الذي تتواتر من خلاله أفكارًا ملهمة؛ فلا تجد إلا في مصر المبادرات التي تؤكد على تضافر وتكافل هذا الشعب العظيم فيما بينه؛ ومن ثم لا تجد من يعاني عوزًا أو فاقة؛ فالجميع يمتلك الشعور النبيل المتمثل في العطاء المستدام.
يدرك شعبنا الباسل، أن الحفاظ على الأمن القومي المصري، يقوم على إعمار متواصل؛ ومن ثم يثمن جموع الشعب المعطاء، ما تقوم به الدولة من استثمارات، في العديد من المجالات التنموية؛ فالمشروعات القومية لا شك أنها تعد مدخلًا رئيسًا يستوعب كافة القادرين على العمل، في العديد من المجالات، من خلال تلك المشروعات العملاقة.
علينا أن نعي ضرورة التثبت فيما يبث من أخبار عبر الفضاء المفتوح، والذي أصفه بأنه غير منضبط، وأن نهرول دومًا لمصادر الدولة الرسمية؛ لنستقي منها الأخبار، أو المعلومات؛ فقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، مصدرًا رئيسًا لنشر الشائعات الكاذبة؛ حيث يلوج في بحورها الكتائب الإلكترونية الممولة، التي تستهدف تزييف الوعي.
اليقظة الشعبية أضحت أمرًا حتميًا؛ فالجميع يتحمل المسئولية، وهنا نقصد ما ينبغي ما نقوم به من أدوار، تستهدف تعزيز التنمية، والدفع بعجلة الاقتصاد؛ فالدولة المصرية بكاملها في حالة من التأهب، تجاه مزيد من الإعمار، وتجاه من ينوي بها الشرور، ومن يرغب في إيقاف مسار التنمية؛ لذا علينا أن نتضافر من أجل إطفاء رغبات المغرضين، ودحر كل ما يخططون له، ولتكن يقظتنا تجاه النهضة غير المسبوقة في المجالات التنموية بالدولة المصرية.
تماسك المجتمع القوة التي لا تقهر؛ ومن ثم لا نخشى من تدفق شائعات لا تنتهي، ولا تخدم إلا أصحابها ومروجيها، من أصحاب النفوس الضعيفة، والأفكار المتطرفة، والنوايا اللئيمة، ونؤكد على أهمية فلسفة الانتقائية، التي تجعل الفرد لا يقبل كل ما يلقاه، أو يتلقاه من أخبار، أو أحاديث متواترة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما تبثه المنابر الممولة، التي تعد بيئة داعمة للشائعات المغرضة بكل تنوعاتها.
ومرارًا وتكرارًا نؤكد على أهمية ما وجه إليه فخامة الرئيس في العديد من المحافل واللقاءات؛ حيث ضرورة تنمية الوعي الصحيح لدى المواطن، من خلال عرض ما يحدث، وما يتم القيام به، وما يُنجز على أرض الواقع، ونشير إلى أن تنمية الوعي ليس مهمة تقع على وسائل الإعلام دون غيرها، بل هي مهمة كافة مؤسسات الدولة الرسمية منها وغير الرسمية؛ حيث إن الولاء والانتماء لا يتحققان إلا لمن لديه وعيًا صحيحًا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
