الإخبارية- محمد عمر
يدمن جسم الإنسان النيكوتين بسرعة ربما في أيام معدودة، لكن أجهزة الجسم لاتمرض إلا بعد سنوات من التدخين، وفي الحقيقة فإن تأثيرات النيكوتين الضارة كثيرة وتشمل الكثير من أجهزة وأعضاء الجسم.
ويضعف الجهاز المناعي عند مدمن النيكوتين مما يجعله عرضة للإصابة بالعدوى الميكروبية، ويتناقص في جسمه باستمرار مستوى فيتامين ب اللازم لمد الجسم بالطاقة الممتصة من الطعام والشراب كما تضيق عنده الأوعية الدموية، وتكون عرضة للانسداد ويصبح معرضا للجلطات والأزمات القلبية.
ويسبب إدمان النيكوتين على المدى الطويل الكثير من المشكلات الجنسية، فيؤدي الضيق المزمن في الشرايين لضعف الانتصاب عند الرجال، وإلى البرود الجنسي وضعف الخصوبة مع مشكلات في الدورة الشهرية عند النساء.
الموت المفاجئ
يعد التدخين السبب الأساسي للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة، كما يؤدي للإصابة بسرطانات المجرى التنفسي كالحنجرة والفم وكذلك سرطان المعدة.
ويؤدي إدمان الحوامل للنيكوتين لمخاطر شديدة على الجنين تشمل موت الجنين أوالإجهاض أوالولادة قبل الموعد أوانخفاض وزن المولود والذي يؤثر بدوره على نموه وتطور حواسه
وترتفع عند الطفل المولود لأم مدمنة للنيكوتين احتمالية إصابته بتأخر النمو ومشاكله والإصابة بفرط الحركة، ويكون الطفل الرضيع عرضة للموت المفاجئ.
النجاة ليست سهلة
يعتبر التخلص من إدمان النيكوتين ليس بالأمر السهل، فالتغلب على أعراض الانسحاب التي تستمر أسابيع متتالية أمر صعب، لكنه بالطبع ليس مستحيلا متى توفرت الإرادة الصلبة مع الإلمام الجيد بطرق مواجهة كل من آثار الإدمان الجسمانية والنفسية.
ويتطلب الإقلاع عن التدخين الاقتناع بشدة ضرره والتيقن من أن أعراض الانسحاب ستزول ولن تستمر للأبد، وأنها خير وليست شرا فمع توقف الدخان يبدأ الجسم في تنظيف نفسه والتخلص من المواد الضارة التي ملأته.
وتعود معدلات الأكسجين إلى طبيعتها بعد 12 ساعة من آخر سيجارة، وبعد يومين تتحسن حاستا الشم والتذوق وفي اليوم الثالث يبدأ السعال الحاد المصاحب ببلغم لقيام الجسم بطرد الأدخنة المتراكمة داخل الرئتين، وإحلال خلايا جديدة سليمة محل القديمة الميتة.
ويتحسن التنفس وتنشط الدورة الدموية في خلال أسابيع قليلة إلا أن العودة إلى المستويات الطبيعية تستغرق عدة أشهر يلاحظ بعدها المدمن السابق أنه أصبح أكثر نشاطا وأقل إجهادا جراء الأعمال والأنشطة الحركية، وتدريجيا تقل احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
الهجوم مع الصبر
يجب أن يتحلى مدمن النيكوتين بالصبر للتخلص منه وعليه اللجوء للهجوم بدلا من الدفاع بمعنى أن يمارس الرياضة والمشي، ويشغل نفسه بالكثير من الأنشطة والأمور الأخرى، ويبتعد تماما عن المدخنين الآخرين، ولايترك نفسه فريسة للرغبة المستعرة في أعماقه.
ويكثر مدمن النيكوتين من شرب الماء والمشروبات قليلة السعرات لتخفيف الرغبة في وضع السجارة في فمه وتقليل الشعور بالجوع الذي يتداخل ويختلط مع الرغبة في النيكوتين.
ويقوم بأخذ أنفاس عميقة هادئة ويتحدث مع الآخرين، ويتجنب تناول الكافيين خاصة في المساء ليتغلب على الأرق، ولايترك ممارسة التمارين الرياضية ولكن تكون حسب صحته ومقدرته.
3 آلاف مدمن
تنسب كلمة نيكوتين إلى السفير الفرنسي جون نيكوت الذي أتى بالتبغ من البرتغال ونشره في أوروبا مدعيا فائدته في علاج بعض الأمراض، غير أن تدخين البشر للتبغ يعود لنحو 5 آلاف عام حيث كان يرتبط ببعض الطقوس والمعتقدات الدينية القديمة.
ويعتبر النيكوتين مادة سامة وقاتلة إذا دخلت الجسم بتركيز 30-60 مليجرام ولكنها توجد في منتجات التبغ بتركيز 1 مليجرام فقط مما يتسبب في استثارة الدماغ والجهاز العصبي المركزي والشعور المؤقت بالمتعة والنشاط.
يصل مستوى النيكوتين إلى ذروته بالدم خلال 20 دقيقة من التدخين، ويستمر فيه لنحو ساعتين تبدأ بعدها أعراض الانسحاب والرغبة في التدخين مجددا
يضعف النيكوتين العضلات بمقدار 20% وتتأثر القدرة على بذل المجهود، كما أنه يضر جميع أجهزة الجسم ويؤدي لوفاة نحو 7 ملايين شخص سنويا ونحو 900 ألف منهم مدخنون سلبيون.
يرغب 70% من المدخنين في التوقف لكن 3% سنويا فقط ينجحون في ذلك، ويرجع سبب هبوط نسبة المتاعفين من الإدمان لعدم اتباع الوسائل الصحيحة واستشارة الأطباء.
يدخل 3 آلاف شخص جديد في دائرة إدمان النيكوتين يوميا رغم جهود التوعية العالمية بأضرار التدخين إلا أنها لاتصل كل بقاع الأرض خاصة المراهقين.