ما أجملها الحياة عندما تكون مملوءة بأشخاص يعرفون كيفية التعامل مع بعضهم كبشر وليس كوحوش علي هيئة بشر. في يوم من الأيام كان هناك بلدة صغيرة يعيش فيها الكثير من الناس وكان يحكم هذه البلدة ملك عادل علم الناس معني الإنسانية. كان الناس يحبون بعضهم دون مقابل. كانت العلاقات قوية، وكانت هناك الكثير من الروابط تجمع بين الناس ليست فقط روابط الدم ولكن روابط الحب والإنسانية وغيرهما.
وفي يوم من الأيام ذهب كل ذلك اختفي تماما وكأن كل شي لم يكن من الاساس. مؤسف حقا أن نعيش أياما من كثرة حلاوتها نعتقد أنها لا تنتهي، ولكن دائما يكون للواقع رأي آخر. فقد اختفي الملك فجأة “أين ذهب ولماذا اختفي؟ لا احد يعلم البعض قال انه مات ومنهم من قال انه انسحب من معركة الحياة اوقتل فيها ‘أما انا فلم أقبل بهذا الكلام، وذهبت لكي أبحث عنه لا أعلم أين ولكن اعرف مواصفات المكان الموجود فيه حتما سيكون مثل قريتي وهو فيها.
وأول مشوار بحثي كان في بلدة تسمي ” الأصدقاء” رأيت فيها كل شيء جميل من أناس جمعتهم روابط قوية ليست روابط الدم ولكن هي من نوع آخر تماما كالموجودة او التي كانت موجودة في قريتي فرحت كثيرا وقلت انه هنا وقبل ان اسأل سرعان ما ذهب الامل من قلبي عندما رأيت فيهم قلوبا تحقد وقلوبا تكره وأخرى ضعيفة. منهم من هو صادق ومنهم من هو صادق بعض الشيء ومنهم من لا يقرب للصدق أصلا. هم حتما يحتاجون لنفس الشي الذي ابحث عنه . إذا لیس هنا.
وبعد عدة جولات هنا وهناك ذهبت أخيرا الي قرية صغيرة تسمي الأخوه شاهدت فيها الكثير من المحبة والتضحية بينهم وكأنهم شخص واحد بعدة صور مختلفة. ولكن ماذا حدث بينهم فجأة لا أعلم فليس جميع من يسكن هذه القرية أوفياء لبعضهم كما ظننت. وقد شهدت ما لم اتمن يوما اني آراه ما هذا في كل مكان فيها يوجد قابيل وهابيل، ولكن بصورة أبشع أكثرهم مرضا ويحتاجون الي عملية سريعة تسمي زرع ضمائر وتصحيح للقلوب .من جديد ليس هنا.
نعم الأمل هو السبب وراء حياة الكثيرين، ولكن قد يتحول يوما الي سكين نقتل بها أنفسنا عند نرفض بالأمل الواقع. اين انت ايها الملك لقد بحثت عنك كثيرا، لقد ذهبت إلى كل القبائل وسافرت الي كل البلدان ورأيت أشياء لم اتخيل يوما اني اراها وقلت في كل مكان أمنكم من رأى ولكن لم يجاوبني أحد.
هل حقا لم تعد موجودا في هذه الحياة….
هل حقا انك ذهبت الي الابد…..
ايعني ذلك اني كنت مخطئة وهم علي حق لا لم اتخيل يوما كهذا.
وبقيت في هذه الحيرة أياما حتي ذهبت يوما الي بحيرة صغيرة كانت بجوار منزلي. ونظرت الي ضي القمر الذي ينير العتمة، وتذكرت كل ما حدث حتي سالت دموعي وفي ذلك الحين اتي رجل وجلس بجواري وكانت تظهر علي وجهه ملامح الشيخوخة نعم كان عجوزا ولكن ما كل هذا الرضا الذي يظهر علي وجهه ؟
نظر لي وقال
لماذا تبكين يا ابنتي هل اضعت شيئا؟
فقلت نعم جميعنا اضاع نفس الشيء ولكن لا اعلم لماذا الجميع لا يهتم
وقصصت عليه كل ما حدث
حتي انتهيت من كلامي
فنظرت اليه وكان يبتسم
وقد ظهرت علي وجهي ملامح الاستغراب
احقا تبتسم وانا قد اغرقتني دموعي ما هذا الشيء الغريب!
فقال( مازل معنا يابنتي)
وقد شعرت ان روحي عادت للحياة مرة أخرى
وقلت سريعا اين هو؟
فقال وقد اختفت الابتسامة من علي وجهه هو في سجن مظلم ومخيف. انقبض قلبي من كلامه وسألت اين هو وفي اي مكان هذا السجن ولماذا سجنوه؟! . صمت قليلا وقال هذا السجن يوجد بداخل كل شخص نعم هذا الزمان قد حكم ونحن من نفذ هذا الحكم القاسي علي ملك كان يداوي ولا يجرح.. يطعم وان جاع يبكي لوجع غيره. وقد حان الوقت ليعلم الجمع من هو هذا الحاكم انه “الحب ” نعم الحب ايها البشر. لم يسأل احدكم يوما لماذا يحدث كل ما نحن فيه الآن من ظلم وفساد وضياع الرحمه والانسانيه وغيرها. الجواب بداخل كل شخص ولكن نخشى منه. نحن من اضعناه والآن نبكي علي ضياعه. ولكن الشي الجيد انه ما زال معنا. نعم ما زال بداخلنا ويجب ان نطلق سراحه قريبا يا ابنتي اخشي ان يموت هو الآخر بداخلنا ومعه يموت كل شي جميل مازال بنا حتي الآن
ورحل العجوز .. شكرا لك لقد أوضحت لي الكثير مما لا اعرفه او كنت اخشي ان أعرفه . معك حق يجب ان نطلق سراحه وإلا سيموت بداخلنا. أوقات كثيرة نعلم الحقيقة ولكن نخشي من ألا نتخيل مدى قسوة تلك الأيام التي ما زالت حتي الآن تفاجئنا. ليت الدموع تستطيع أن تشفي جرحا أو تداوي قلبا أو تجعلنا نعلم أننا ما زلنا على قيد هذه الحياة عندما كنا صغارا تمنينا يوما ان نكبر لنحقق ما نحلم به، ولكن لم نعلم انا عندما نكبر سيكون لهذا الزمان رأي آخر.