مع حلول فصل الخريف وحصاد الارز يكون دائما موعدنا مع بدء الكارثة السنوية والتي بدأت تلوح في الافق الان وهي ظاهرة حرق قش الارز وذلك في المحافظات المنتجة للارز ومنها الدقهلية والغربية ودمياط وكفر الشيخ والشرقية والبحيرة والتي ينتج عنها تصاعد الادخنة الملوثة والضارة والعوالق السامة وتسبب ما يسمي بالسحابة السوداء التي تغطي معظم محافظات الجمهورية بسبب الرياح وهذه السحابة السوداء تصيب المواطنين بامراض الصدر والجهاز التنفسي وتعرض مرضي الربو والحساسية الي تفاقم حالاتهم المرضية كما تحجب الادخنة الكثيفة الرؤية امام سائق السيارات علي الطرق السريعة مما يؤدي الي وقوع الكثير من الحوادث ينتج عنها عشرات القتلي والمصابين والحقيقة هناك جهود من وزارتي البيئة والزراعة والمحافظين للعمل علي منع حرق قش الارز ومنها عمل نقاط تجميع لقش الارز واجراء محاضر للمخالفين وغيرها من الاجراءات ولكنها جهود متواضعة لاتغني ولاتسمن من جوع لان هذه الاجراءات يتم اتخاذها كل عام ومازالت ظاهرة حرق قش الارز موجودة والادخنة تغطاء سماء مصر والناس تصرخ من كثرة الامراض التي تسببها ولحل هذه الظاهرة التي تتكرر سنويا وتهدد حياة وصحة المواطنين لابد وضع حلول عملية لها ومنها توفير اعتماد مالي كبير ومن خلاله يتم شراء طن قش الارز من الفلاح بسعر مغر بحيث يغطي تكاليف انتقاله لنقاط التجميع وتحقيق هامش ربح كبير للفلاح وذلك سوف يكون حافز له بعدم حرقه والاستفادة منه وايضا لاداعي لتحرير محاضر وتشديد العقوبات لاننا نعلم انها باب للفساد لبعض ضعاف النفوس وسيقومون بمساومة الفلاح وايضا من الحلول اغراء المستثمرين ورجال الاعمال بإمتيازات كبيرة في حالة أنشاء مصانع لتدوير قش الارز في هذه المحافظات للاستفادة منه وتحويله الي علف حيواني او انتاج الورق بدلا من حرقه واخيرا لابد من قيام المسئولين ومؤسسات المجتمع المدني والخبراء في هذا المجال وبالتنسيق مع الاعلام في نشر الوعي بابعاد القضية وخطورتها علي صحة المواطنين وخاصة الاجيال القادمة من الاطفال والشباب.