اختبار قاس تعرضت له مصر خلال الأيام الماضية مع بداية فصل الشتاء الذي طل علينا أخيرا بعد صيف طويل وساخن جعلنا نتمني أن يأتي الشتاء بأي شكل .. وبالفعل جاءت بوادره قوية وأغرقت الأمطار الغزيرة الشوارع وتسببت في غلق الكثير من الميادين وتحولت بعض الأنفاق الي حمامات سباحة من طراز جديد .. كل هذا ونحن في الأمتار الأولي من فصل الشتاء الذي يمكن أن يكون صعبا في فترات كثيرة وتسبب في خسائر وارتباك مروري الي جانب الخسائر البشرية وهي الأهم كما حدث بوفاة أكثر من شخص بسبب الماس الكهربائي والأعمدة المكشوفة التي أدت الي عدة وفيات في سوابق ليست الأولي ولن تكون الأخيرة ..
وكالعادة القينا بالكرة في ملعب الحكومة تحت بند الإهمال وغياب الضمير وعدم اليقظة والاستهتار وكل المعاني السلبية التي تسير في نفس الإتجاه .. وهو أمر حقيقي ولا يمكن تبريره او الدفاع عنه خاصة أن معدومي الضمير يلجأون فور وقوع الكارثة وبسرعة البرق الي تبرير الموقف بكلام مستفز مضمونه أن كمية الأمطار التي هبطت أكبر من المعدلات الطبيعية أو المتوقعة وان جميع المسؤلين كانوا في الشوارع ومواقع الحدث الذي كان من الصعب السيطرة عليه اصلا نظرا لضعف الامكانيات ..
كل هذا الكلام مردود عليه ولكن دعونا نجرب طريقة جديدة في التعامل مع الموقف ومعالجة الأمور خاصة إذا كانت كارثية وتسببت في خسائر مادية وبشرية جسيمة .. هذه الطريقة ملخصها أن نكون أكثر ايجابية ونتخلي عن الهجوم علي الحكومة ومسئولي الأحياء والمحليات والا يتركز دورنا في تشيير الصور الغريبة وتفاصيل الكارثة علي صفحات التواصل الاجتماعي وان نلعب دورا أكثر افادة ونساعد الحكومة كل في مكانه أو في المنطقة التي يسكن فيها بالمرور علي كافة أعمدة الكهرباء المكشوفة وتغطيتها بالطريقة المناسبة التي تمنع أو تحد من حدوث هذه الكوارث التي يروح بسببها أبرياء لاذنب لهم مثل تلميذة الإعدادي التي ماتت بسبب تجمع مياه الأمطار بجوار احد الأعمدة المكشوفة وماتت علي الفور بسبب الماس الكهربائي .. علينا أن نتخلى عن الانتقاد والا ننقاد وراء من يحاولون اشعال الموقف لأننا بالفعل لانمتلك الامكانيات التي تجعلنا مطمئنين لعدم وقوع مثل هذه الحوادث .. علينا أن ندعم كل من يتقدم بمبادرة لمساعدة الحكومة وان تكون سلوكياتنا ايجابية وان كان هذا لا يعني عدم محاسبة كل من يخطئ أو يهمل في أداء واجبه وهو يعلم تماما أن امكانياتنا المحدودة لا تتحمل التقصير !