عجيب حقا أمر بعض المصريين الذين غفلوا أو تغاضوا أو تجاهلوا كل قضاياهم ومشاكلهم الحياتية والشكاوي الدائمة عن الأسعار والصحة والمرور ولقمة العيش .. تركوا كل هذا جانبا وأصبحت قضيتهم الأساسية في الساعات الأخيرة هي (حجاب صابرين ) .. واحتلت الحكاية مساحات كبيرة جدا كالعادة علي صفحات الفيس بوك وكل وسائل التواصل الاجتماعي .. وكأنه أصبح أمرا مقررا علينا أن يتخذ أحد المشاهير قرارا شخصيا أو يتصرف في حدود حريته الشخصية فيواجه بوابل من الهجوم والشتائم والتجاوزات التي لا يصدقها عقل .. ومجموعة كبيرة من النصائح والمواعظ .. ويصبح الأمر حديث مصر كلها علي مدار اليوم حتي يأتي موعد برامج ( التوك شو ) مساء .. وتستكمل الصورة بعدد من المداخلات الهاتفية للضحية التي توالي عليها الهجوم ونسمع دفاعا عن النفس وبكاء ودموع .. وكالعادة تختلف الآراء بين مؤيد ومعارض ..
وفي أزمة حجاب صابرين سمعناها تبكي وهي في قمة الحزن من الهجوم الرهيب عليها وهي ترد في أحد برامج التوك شو .. وتؤكد أن اسرتها تضررت كثيرا من الهجوم عليها وأن فك الحجاب أمر شخصي ولا يجب أن يتدخل أحد في أمورها الشخصية الي هذه الدرجة التي تصل إلي حد التدمير النفسي .. الحكاية لم تعد قاصرة علي صابرين وحجابها .. تشعر بأن هناك تدخلا سافرا من البعض في خصوصيات الآخرين وكأننا نعيش في غابة .. كل منا يتصيد أي شيئ للآخر ويهاجمه بشراسة وكأنها نهاية العالم أو هي القضية التي يجب أن يتوقف عندها المجتمع بأكمله .. ونكيل الاتهامات ونوجه السباب والشتائم بأقذع الألفاظ وكأنها معركة حربية .. مع ان القضية تعتبر شخصية بعيدا عن الدخول في تفاصيل موقف الشريعة من الحجاب .. وفي قضية صابرين علينا أن نتركها في حالها وألا يكون حكمنا قاسى الي هذه الدرجة .. وللأسف تتكرر الحكاية مع كل فنانة تلبس الحجاب ثم تخلعه .. وفي الفترات الأخيرة حدث نفس الأمر مع عبير صبري وحلا شيحه وغيرهن .. ووقتها قامت الدنيا ولم تقعد وتكرر نفس السيناريو العجيب وكان الحجاب هو حديث الجميع حتي هدأت الأمور الي حين .. وقد جاء هذا الحين مؤخرا مع خلع حجاب صابرين .. ونتمني أن تهدأ هذه الأزمة التي لا داعي لها علي الاطلاق لأن صابرين وغيرها لن يحاسبهم إلا الله عز وجل ..
Hananghanem44@yahoo.com