أصبحت الإيجابية هي الطريقة التي تتعامل بها الدولة مع كل محاولات زعزعة استقرارها وهز مؤسساتها .. ولم يعد الأسلوب القديم وهو ترك الأزمة حتي تستفحل وتشكل خطرا داهما وتتحول الي سوس ينخر في مفاصل الدولة أسلوبا مناسبا في ظل حروب الجيل الرابع والتكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي التي يعتمد عليها العالم المتقدم في حروبه حاليا بعيدا عن السلاح والمدافع والقنابل وغيرها ..
خلال الساعات القليلة الماضية نظمت أكاديمية الشرطة بمشاركة قطاع الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الداخلية ندوة تثقيفية مهمة تحت عنوان مخططات إسقاط الدول من الداخل وكيفية مواجهتها بهدف رفع الوعي لدي الشباب وكافة أطياف المجتمع بما يحط بهم من أخطار حول تلك المخططات .. وحضرها 600 شاب من مختلف الجامعات وعدد من طلبة الكليات العسكرية وكلية الشرطة .. مسؤلو الشرطة حرصوا علي التأكيد علي دور وزارة الداخلية في مواجهة كافة الحروب غير النمطية و الشائعات بإعتبارها جرائم تهدد الأمن القومي وتعوق حركة البناء والتنمية ..
ولم تترك الندوة بابا إلا طرقته .. وتجلي ذلك في المحاور التي تمت مناقشتها في عدد من الجلسات الثرية جدا من بينها الشائعات كأحد أدوات إسقاط الدول .. وأثر الشائعات علي الرأي العام .. وآليات وأدوات هدم الدول من الداخل … والإعلام المضلل ..وكذلك مخططات إسقاط الدول وجهود مواجهتها .. وتطوير مفهوم الحروب في العصر الحديث مع التركيز علي حروب الجيل الرابع .. ومخططات إسقاط الدول العربية وثورات الربيع العربي ..
وخرجت الندوة بتوصيات مهمة أبرزها التأكيد علي أهمية التوعية الفكرية للشباب ضد الأفكار المغلوطة وإعلام المواطنين بالجهود غير المسبوقة والإنجازات التي تحققت في الآونة الأخيرة لتخفيف المعاناة عن كاهلهم وخفض معدلات البطالة وخلق فرص عمل وواقع جديد علي الأرض لفتح سبل الحياة الكريمة أمام كافة فئات المجتمع بما يعزز روح الولاء والإنتماء للوطن .. وتكليف كافة المؤسسات والمجتمع المدني بزيادة الإهتمام بدور الأسرة والمرأة .. وتقييم جهود الدولة في إعادة صياغة المناهج التعليمية .. ومناشده الشباب لترشيد إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي علي الهواتف الذكية .. والتأكيد علي أهمية دور القوي الناعمة المصرية في كافة المجالات خاصة الثقافية والفنية والإعلامية والإشادة بجهود صناع الدراما .. والتوسع في الفعاليات التي تستهدف تعزيز العلاقة بين شباب الجامعات ونظرائهم بالكليات والمعاهد العسكرية والشرطة من خلال تنظيم الأنشطة المشتركة بهدف تبادل الآراء والأفكار التي تخدم الوطن ..
أكدت هذه الندوة أن كل مؤسسات الدولة الوطنية هي الدرع الواقي والحصن الحصين للدفاع عن مقدرات الشعب المصري ..