لقد كانت القيادة السياسية والحكومة عند ظن المصريين وأبلت بلاء حسن فى تعاملها مع أزمة سيول الأمطار والعواصف والرعد التى عصفت بمصر الأسبوع الماضى فى جو سيئ لم تشهده مصر منذ عقود طويلة وسطر رجال الشرطة والجيش أكبر ملحمة فى التخفيف على المصريين حيث انتشر كل رجال الشرطة فى الميادين والشوارع وعلى الطرق السريعة لتيسير حركة المرور وكانوا جنبا إلى جنب مع رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والأجهزة التنفيذية والمحليات فى عمليات إزالة الأمطار من الشوارع وكان هناك دور رجولة وشهامة لأولاد مصر من شباب ورجال فى مساعدة المواطنين فى عبور الشوارع المليئة بالمياه خاصة بسياراتهم.
ولكن أين دور رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى فى الوقوف بجانب مصر فى هذه الأزمة، حيث لم نسمع أن قام أسطول سيارات إحدى الشركات أو المصانع أو المدارس الخاصة بمساعدة المواطنين ونقلهم إلى منازلهم بعد أن توقفت حركة السيارات الأجرة بالشوارع وحركة مترو الأنفاق أيضا ولم نجد أى من رجال الأعمال أبدى استعداده لمساعدة الدولة فى تعمير منطقة الزرايب التى تدمرت جراء السيول.
وأيضا فى أزمة فيروس كورونا الذى يعصف بالعالم كله الآن تعاملت القيادة السياسية والحكومة بمنتهى الحكمة وبما يتناسب مع عدم انتشار المرض وثقافة المصريين واتخذت كافة الإجراءات والاحترازات التى تمنع انتشاره والحد منه وهنا يجب أن نسمع عن دور إيجابى ومساندة الدولة لمؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال وهم كثيرون وأهل خير سواء بمساعدة المواطنين المحتاجين ماديا وخاصة الذين يعملون باليومية وبما يطلق عليهم الأرزقية أو قيام شركات الأدوية الخاصة الكبرى بالتخفيف عن كاهل الدولة ومساعدتها فى تعقيم الدواوين الحكومية والمنشآت ودور العبادة وغيرها كما فعلت مؤسسة خالد عبدالله للرعاية الاجتماعية بالتكفل بتطهير وتعقيم جامع ومشيخة الأزهر ولابد من كل رجال الأعمال والشركات الكبرى فى كل محافظة بالعمل على تخفيف الأزمة على مواطنيها بتوزيع وجبات غذائية على الأسر المحتاجة فى منازلها والتكافل مع الفرق الطبية بتحمل تكاليف التطهير والتعقيم وإخضاع أسطول سيارات شركاتهم ومصانعهم فى خدمة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وان يتكفلوا بإعادة تطوير وترميم المستشفيات و إمدادها بأحدث الأجهزة الطبية وهذا قليل منهم لانهم مهما قدموا فلن يوفوا حق مصر عليهم التى أعطتهم الكثير.