للمرة الأولى أتى آذارُ
لستَ هنا..
ولا وقفتْ
على شبَّاكِكَ اليومَ الحمامةْ
للمرةِ الأولى وغاركَ لا نبيَّ بهِ
فتلكَ المرةُ الأولى أجيءُ
ولستَ تمنحني ابتسامةْ
للمرةِ الأولى
أنا ما قلتُ فيها
كلُّ عامٍ أنتَ طيبُّ
كلُّ عامٍ في سلامةْ
للمرةِ الأولى بلا شمعٍ
ولا وردٍ
ولا حتى مجردِ ( طبطبةْ)
العيدُ هذا العامُ يا أبتي
له شكلُ القتامةْ
قلْ لي
لمنْ سأقولها؟
ولأنتَ أبعدُ من بعيدْ
ستمرُّ أيامي بدونكَ
لا يزورُ البيتَ عيدْ
أبتي اطمئنْ
أمي وإخواني بحزنٍ
والحياةُ بلا جديدْ
وأنا كما عوَّدتني
جبلٌ..
وينخرُ حزنُ أيامي عظامهْ
أبدو كمثلِكَ
ألفُ طيبةٍ
وأضحكُ للجميعِ
وبي صرامةْ
وأواجهُ الريحَ العفيَّةَ
لا انحناءَ
ولا أخافُ
فأنتَ قد علمتني كيفَ الكرامةْ
قلْ لي بربكَ كيف حالكَ ؟
هلْ تراني؟
أنتَ أوصيتَ الفراشةَ
أنْ تظلَّ بغرفتي؟
مازلتَ أطيبَ طيبٍ
مازلتَ ترسلُ لي علامةْ
اليومَ عيدكَ
هلْ لديكَ بجنةِ الرحمنِ عيدٌ؟
والملائكةُ الكرامُ
تطوفُ حولكَ
كنتَ تعشقُ من يدي الحلوى
فهلْ أعطوكَ من حلوايَ؟
قلْ لي
ترتدي جلبابك البنيَّ؟
تمشي في وسامةْ؟
حرفي هديتُكَ الأخيرةُ
يا أبي
عيدٌ سعيدٌ
رغمَ أني لنْ أراكَ
فهل يجيءُ إلىَّ صوتُكَ هاتفًا
لتقوم في قلبي القيامةْ..