مدير المستشفى : نعمل على قدم وساق من أجل راحة وسلامة المرضى
كتبت – خديجة العادلى
برغم المهارة العالية للفريق الطبى بمستشفى النساء والتوليد في جامعة القاهرة (القصر العينى) ، وكونه صرحا حضاريا ومدرسة يتخرج فيها أمهر وأشطر الأطباء الذين يعملون في أغلب مستشفيات مصر، على حد وصف المترددين على المستشفى، إلا أن فرض إتاوات مالية على المرضى من قبل الأمن والعمال العاملين بالمستشفى وتحديد قيمتها وتأجيل عمل الخدمات لبعد الحصول عليها كاد أن يشوه هذا المظهر الحضارى، وأصبح محل شكوى من قبل المترددين على المستشفى، ومصدر ازعاج للأسر رقيقة الحال التى كانت تجد من هذا المستشفى ملجأ وملاذا للحصول على الخدمات الطبية الجيدة، على أيدى أناس عرفوا المعنى الصحيح للطب وتلقوا الحالات التى عجزت جميع المستشفيات الخاصة، وأغلب المستشفيات التابعة لوزارة الصحة عن التعامل معها، أو إيجاد حل لها.
ففى الوقت الذي يرى فيه أهالى المرضى أن فرض الإتاوات ليس قاصرا على مرحلة معينة، ولم يندرج تحت بند الإكراميات، بل تعدى كل الحدود ووصل إلى جميع المراحل التى تعايشها المريضة بالمستشفى منذ لحظة دخولها، وحتى خروجها، أكدت إدارة المستشفى أن المواطنين هم السبب فيما يحدث لأن سلوكياتهم الخاطئة، وسلبياتهم وعدم الإبلاغ عن أى تصرفات غير لائقة تحدث من قبل هولاء الفئة برغم وجود أرقام خاصة بالإبلاغ عن أى شكاوى معلقة في الاستقبال هى السبب فيما يحدث.
حيرة أهالى المرضى
أهالى المرضى في حيرة من أمرهم لآنهم على حد وصفهم إذا لم يسددوا الإتاوات المفروضة يعرضوا مرضاهم للعذاب لأن الطرف الثانى (الأمن والعمال) يمتنعوا عن أداء الخدمة.
نفين مصطفى – موظفة أكدت أنه عندما توجهت قريبتها لمستشفى النساء والتوليد بالقصر العينى للولادة فوجئت عقب الولادة بأنها سترقد على سرير مملوء بالدماء، وعندما طالبت من العاملات تنظيف السرير وتغيير فرشه بآخر نظيف، اشترطت العاملة تأجيل أداء الخدمة لبعد وصول أهل المريضة وسدادهم مبلغ مالى، وذلك لأن العاملة تعلم أن المريضة طبقاً لتعليمات إدارة المستشفى مجردة من أى متعلقات شخصية أو أموال وتقيم في المستشفى بمفردها بدون مرافق.
وتساءلت مصطفى كيف ترقد قريبتها المريضة على سرير مملوء بالدماء، في انتظار ميعاد الزيارة ودخول أهلها، محذرة مما يحدث لأنه يعرض أى مريض في مثل هذه الظروف للإصابة بالأمراض الفيروسية .
قاطعتها والدة عايدة محمد، قائلة إذا كان الأمر في حدود البقشيش الذى يسدده أهل المرضى كل على حسب إمكانياته فهذا أمر مقبول، ولكن الأمر في هذا المستشفى أصبح غير مقبول، وتعدى كل الحدود، حيث أن إجبار أهالى المرضى على سداد الإتاوة وبقيمة معينة يحددها العمال أو أفراد الأمن بالمستشفى أصبح أمرا لا يقبله شرع، ولا ينص عليه دين، وما يزيد من حدة الموقف هو تحديد قيمة المبلغ وعدم القبول بسداد أقل منه، مهما ظهر أمامهم من انخفاض مستوى أهل المريض.
وأضافت فادية عمر أحمد بالمعاش أن أمر طلب سداد الإتاوة لم يقتصر مرحلة معينة وعلى أفراد بعينهم، بل يبدأ منذ اللحظة الأولى ويستمر طوال فترة بقاء المريضة، وحتى خروجها، موضحة أنه عندما توجهت ابنتها عائشة للولادة هناك، طلبوا منها بطاقة الرقم القومى، وأخذوا مبلغا ماليا مقابل تسجيل بياناتها لديهم، وعندما دخلت ابنتها لتتغيير ملابسها، فوجئت بالعاملة التى تمنحها زى المستشفى وتوصل ملابسها لأهلها المنتظرين بالخارج بإجبارها على سداد مبلغ مالى معين، وعندما وضعت مولودها تكرر نفس السلوك، واستمر الوضع هناك طوال فترة إقامتها بالمستشفى، حيث إن كل خطوة هناك مهما صغر حجمها لها ثمن باهظ التكاليف.
وتساءلت فكرية عمر التى لم يختلف رأيها عن رأى سابقتها، عن دور إدارة المستشفى تجاه ما يحدث، موضحة أنها تعرضت إلى نفس المواقف ومرت بنفس الظروف التى وصفتها بأنه ابتزاز خاصة وأن المريضة هناك تكون كالفريسة لأنها تدخل المستشفى بمفردها بدون أى مرافق على حسب تعليمات إدارة المستشفى، ولماذا لا يقوم مدير المستشفى بتنظيم جولات مفاجئة لضبط كل مخالف وإحالته إلى التحقيق.
كما تساءلت ايضاً عن وجود دكاترة ذوى خبرة للتعامل مع الحالات الحرجة، مقيمين بالمستشفى يتمكنون من إسعافها وعدم تعرضها للخطر، بدلاً من استدعائهم بالتليفونات، واستعدادا وجاهزية المستشفى لعدم نشر فيروس كورونا.
إيمان فوزى عباس مدرسة أشارت إلى أمها سمعت بعض الأوقايل على أن المستشفى يمنع دخول أى مرافق للمستشفى وتضطر السيدة التى أجرت عملية جراحية، إلى حمل جميع حقائبها ومتعلقاتها وحمل مولودها بمفردها عند الخروج من المستشفى، وأخرى خاصة بمنع دخول أى مرافق مع المريضة، وتركها بمفردها دون أحد يساعدها أو يهتم بها.
من جانبه أشار الدكتور أحمد محمود مدير المستشفى، أن إدارة المستشفى تعمل على قدم وساق من أجل راحة وسلامة المرضى، وإنها خصصت ارقاما ووضعتها في قسم الطوارئ بالمستشفى للإبلاغ عن أى سلوك غير لائق يتضرر منها المرضى، والأرقام هى 01117963722 و01016006122 ، وذلك ليتمكن المريض أو أهله من التواصل مع إدارة المستشفى، وينقلان لها ما يتضرران منه، بالإضافة إلى أن مستشفى النساء هى من المستشفيات المجانية الموجودة في مصر، ومع ذلك تتوافر بها جميع الإمكانيات من الأدوية والمستلزمات طبية، اللازمة لاحتياجات المرضى، إلى جانب توافر جميع الأطباء المتخصصين، المستعدين لتقديم الإسعافات اللازمة لأى مريضة، أو إجراء تدخل جراحى طوال ساعات اليوم، وهذا الوضع غير متوافر لدى كثير من المستشفيات الأخرى، التى تعانى من نقص في أطباء التخدير على سبيل المثال، أو نقص في الإمكانيات، وعدم استعدادها لاستقبال الحالات الحرجة طوال 24 ساعة.
وأشار مدير مستشفى النساء في القصر العينى، أن شركة من الشركات الشهيرة، تجرى عمليات تجديد وإصلاح لاستقبال المستشفى، وأنه بمجرد الانتهاء من هذا الإصلاح، وافتتاح الاستقبال، سيتم افتتاح مكتب لخدمة المواطنين، وهذا المكتب سيؤهل إدارة المستشفى لاكتشاف أى متاعب لدى المرضى وتذليلها، فضلاً على أنه سيتم فتح خط ساخن مع المرضى .
وناشد مدير المستشفى المرضى المترددين على المستشفى بإبلاغ إدارة المستشفى عن أى سلوك مخالف أو غير لائق من قبل العمال أو أفراد الأمن على الأرقام المذكورة، وتحديد وقت ويوم ارتكاب هذه السلوكيات للتمكن من التعامل معها بحزم، وجعلها رادعا لكل من تسول له نفسه العبث بمجهودات الفريق الطبى، أو تشويه صورة المستشفى، التى تعمل ليل نهار من أجل راحة وسلامة المرضى، وتخريج أجيال جديدة سليمة صحياً ونفسياً، من أجل رفعة شأن مصر والإرتقاء بها.
وأوضح دكتور أحمد محمود ، تنفرد بتقديم هذه الخدمات بهذا المستوى، على مستوى جميع دول الخليج، حيث يتم انتقاء 100 اوائل من بين دفعة يبلغ عدد خريجها 1600 طالب، وهذا يدل على مدى الدقة في اختيار هذه العناصر.
وفى رده على مدى صحة تحميل المريضة المقرر لها الخروج من المستشفى بحمل جميع متعلقاتها ومولودها عن الخروج من المستشفى، نفى ذلك الكلام بشدة، وأوضح أن من ضمن لائحة العمل بالمستشفى لدينا عدم خروج المريضة بمفردها، ولابد من حضور ولى الأمر لاستلامها رسمياً، وإلا ستبقى المريضة بداخل المستشفى لحين حضور ولى أمرها واستلامها.
وفى رده على عدم تواجد أطباء ذوى خبرة وترك الأمر للنواب حديثى الخبرة للتعلم في المرضى، واستدعاء الأطباء ذوى الخبرة بالتليفون في حالات الضرورة القصوى، مما يستغرق وقتا يعرض معه حياة المرضى للخطر، نفى ذلك، موكداً على وجود مدرس استشارى مقيم في قسم الحوادث بالمستشفى، وهو لا يسترخى لحظة من كثرة تردد حالات حرجة على المستشفى، مقترحاً اقتصار استقبال مستشفى النساء على الحالات الحرجة فقط، وتحويل الحالات العادية على مستشفيات وزارة الصحة والسكان، وذلك من خلال تنسيق كامل بين وزير التعليم العالى ووزير الصحة، لتنفيذ المقترح، وذلك لعدم ارهاق الأطباء وضياع مجهوداتهم في استقبال الحالات العادية التى من الممكن أن يتعامل معها أطباء وزارة الصحة بكل سهولة ويسر.
بالنسبة لجاهزية واستعداد المستشفى لمجابهة فيروس كورونا وعدم انتشاره، قرر أنه يتم اتباع احتياطات النظافة، والتأكيد والإشراف عليها، مع توزيع ماسكات وكحول إيثيلى تركيز 70% على المرضى المترددين على العيادات الخارجية، والعيادات الرئيسية، واستراحة المرضى، قبل الدخول لهذه الأماكن.
وبالنسبة لمنع دخول أى مرافق مع المريضة، وتركها بمفردها دون أحد يساعدها أو يهتم بها، على حد قول أهالى المرضى، أوضح مدير مستشفى النساء ان ذلك بهدف الحفاظ على خصوصية المرضى، وعدم انتهاكها، حيث إنه مستشفى نساء ويحدث به أعراض لا يجب أن يطلع أهل مريضة على مريضة آخرى .
ومن جانبها أوضحت سوزان محمود السيد وكيل إدارة التمريض بالمستشفى، أنها تقوم بتنظيم جولات مفاجئة والمرور يومياً على جميع الأقسام بالمستشفى، للتأكد من تأدية جميع المهام الموكلة لطاقم التمريض والعمال، موضحة إنها تفاجئ بسلوكيات خاطئة من قبل المواطنين، منها الإصرار على سداد الإكراميات، برغم إنهائها لهم بشدة، عدم إبلاغها من قبل المواطنين على أى سلوكيات مخالفة يقومون بارتكابها، برغم تواجدها المستمر بالمستشفى لتقويم أى سلوكيات خاطئة من قبل العاملين الموكلة بالإشراف عليهم.
وأكدت وكيلة التمريض بالمستشفى على توافر جميع الأدوية اللازمة للمرضى.