إليك..
يا أنت..
وقد بقيت فينا..
تلك التصدعات..
والشروخ التي لا تجبر أبدا….
وكل هذه الانكفاءات التي تستعصي على النسيان..
على موعد مع الرحيل إلى السدى الأخير..
مكتوب على الجبين..
أن أقطع فلوات التنائي..
إلى الجانب الآخر..
إلى اللاشيء..
كنسيء سقط من حضرة الأيام..
ربما عمدا..
ولا عقاب..
وصرتي الخلقة..
تلك التي أجمع فيها زادي للألف وجع القادمة..
أفردها..
وأثنيها..
أجمع بها..
حماقاتي..
تباريح عشقي..
جروحي..
أعطرها بوهم(أنك كنت خارطتي)..
وما أكثر تفاهاتي..
وبها..
ما زلت أبصر مكانا شاغرا لآاااااخر ال..
وال..
والخيبات..
وأظنها..
سقطتي..
محنتي..
مأساتي..
عذرا..
هل ألتمس قدر درهم آخر؟!..
موضعا لصراخي المقدود من الصمت..
وقروحي..
هل لي أن أطمع بيدك الحانية مرة أخرى؟!..
لتربت على كتفي..
أو..
تمحو الضباب من روحي..
لا تقلق..
هي محض أمنية..
وقد تجاوزنا زمن الأمنيات..
وكل ما فينا اضحى أخاديد(ا) للنزف..
ما أوجعها جراحاتي..
عذابات هي..
تصطلي بها ذاكرتي مرات ومرات..
على ملة الدهماء أقيم طقوس الانتظار..
قربى..
أنزعك مني على مضض..
كذب؟!..
أي نعم..
أزرعك فيّ..
أخبئك..
كنزي المدفون في ثرى خافقي..
ممتليء بك فم الحكايا..
لكنه دين الخرس..
وكلي مدين..
وما لي سوى كأس معتقة ببقايا عطرك..
ظامئة هي الأخرى..
ثملى لعينيك..
وأريكة فارغة مثلي..
تشكو الفاقة بعدما..
أمست يعافها العابرون..
تحن مثلي لضمة روح..
وعناق ريح..
وبشرى..
بعدما أرمدت عينا تطلعها من طول ترقب..
وذكرى..
آااااه..
ومواضع الظلمة تنشر بساطها في عمقي..
وجحافل الأسى..
بمقدار ميلين..
في الشرايين..
لا عليك..
فلست أعاتبك..
وهل لمثلي يجوز العتاب؟!..
وأنا أخر ورقة في دفترك القديم..
من قبل أن يهزم قلبي طول الجفاء فينحني..
ومن بعد أن اغتالته الهموم..
أنا يا سيدي..
محض أحدهم في طابور انتظارك الذي لا ينتهي..
على الربى أقتات وهمي..
أفر إلى أزقة الضجر..
وأرصفة الضياع..
كل ذات شوق..
كالمشردين بلا مأوى..
وقد انتزعت مني وطني..
كصغير سلبت دميته..
أو كمسكين سرق رغيفه وهو الذي لا يملك على الجوع سواه..
فمن لجوع قلبي بعدك يا ابن قلبي؟!..
وقد عاهدك القلب على طول الصيام..
من شدة التوق..
أؤدي صلوات الحنين..
دون الأذان..
وقبل الأوان..
وبلا موعد..
تلبسني الأشواق عباءة النساك..
وأنا من أنا؟!..
أنا الذي ما عرفت في هواك سوى عربدة الشوق في تلك الضلوع..
أنا يا سيدي..
واحد من أولئك النفر الذين لا يملكون من دنياهم سوى الأرواح..
يهبونها لذلك العابر حينما يقرع سمعها وقع خطواته بالقرب من أبوابها..
ليملكها إذا بقي..
أو ياخذها معه إذا ما أراد الرحيل..
وحتما سيريد الرحيل..
فما جاء ليبقى..
لكنني ذلك الأحمق الذي لم يقنع..
أنا واحد من أولئك الذين إذا ما طلب أن يفنوا أعمارهم على شرف القدوم..
مهرا..
أفنيت..
لكن..
هل كلهم مبتلى مثلي؟!..
أم أنهم مصفقون..
تمتطي شفاههم بوادر الضحكات..
ووحدي بالدموع بليت..
وها هم يشاهدون مواكب الحداد في دمي..
ويداك تكتبني على قيد المنفي قدر عمري..
أو يزيد..
وربما..
حانية هي..
إذا رقت..!!!!
تنزلني منازل الأموات..
أروح عني بكذبتي الأخيرة..
أنك عائد يوما..
ولكن..
هل يعود الموتى من قبورهم إلى هذه الحياة؟!..
أم أنني وحدي..
من يهزأ به حلم..
يشتت الأفكار..
يزور قناعاتي..
فأرفض التغيير..
والنطق والتعبير..
حتى أنني أرضى..
أن تجمع وريقاتي..
أنت يااااا ملك..
ونحن الأباليس..
أبناء الشياطين
أحفاد الخرافات..
تبا لنا..
بقلمي العابث..