إن أسوأ مرحلة قد تصل إليها يوما..
هي تلك المرحلة التي تتساوى فيها كفتا الميزان..
لتقف فيها عند نقطة ما بين الذهاب والعودة..
أو بمعنى أدق..
تجبر على الوقوف عند تلك النقطة..
فلا أنت بالذي تستطيع أن تتقدم أكثر..
ولا أنت الذي بإمكانك أن تتراجع إلى نقطة الصفر..
لماذا؟!..
باختصار..
لأن أحدهم أوثق معصميك جيدا خلف ظهرك..
،وقيد قدميك بقيد من حديد عند عتبة موصدة..
ولم يسمح لك بأكثر من ذلك..
سيقتلك البحث لماذا أوقفك هنا؟!..
ستضرب رأسك في ألف حائط عبثا..
ستعبثر روحك مرات ومرات..
وترتب ذاتك..
وتقلب أوراقك..
ليضيع الجواب..
ويبقى السؤال..
لماذا سجنني هنا؟!..
أهو الخوف عليك من الاقتراب أكثر لئلا تحترق بنوره؟!..
رحيم هو..
لأن بشريتك لا ترقى لملائكيته..
وكأنما أراد بصمته القاتل أن يقول لك..
(ما أردت أن أحرمك يا صغيري..
وإنما..
كنت أخشى عليك مني)..
أم أنه يستكثر عليك ذلك القرب لأنك ولدت قربانا للحرمان؟!..
ومن كان للحرمان فداءً فالقتر في العطاء له أوجب سنن الإحسان..
والشح في حقه أنجع..
وربما لأن حضرته بالأصل ما أرادك عابر روح..
إنما فقط..
محض عابر سبيل إذا سمح له عبر..
وإذا لم يسمح له..
عاد القهقرى..
أو أبعد عن أعتاب الجنان..
وألقي إلى سلة النسيان..
ألست بشريا أنت؟!..
بلى..
إذن هو قدرك..
لا محالة..
أن تجرب الجوع والظمأ والعري..
أن تشكو فاقة الروح..
وماذا في هذا؟!..
أن تجرب سطوة الهجر..
أن يقتلوك بالكذب والبهتان..
أي نعم..
وقدرك أيضا يا سيدي..
أن تجرب الوجع كثييييرا جدا..
وما يضر؟!..
ألست إنسانا؟!..
هل كنت قديسا كحضرته..
كامل الإيمان..
لا..
فما الغريب إذن..
أن تباع بلا ثمن؟!..
ما الغريب؟!..
في أن تهدي ثوب الحياة..
ثم تجازى بال…
كفن..
ألسنا في زمن العفن..
والغدر والخذلان؟!..
للأسف..
ستدرك أنك بلغت منطقة محرمة..
هي منطقة يبقى الذنب فيها-مع الأسف-
يفتقد للغفران..
ولكن..
بعد فوات الأوان..
وبعد فوات الأوان أيضا ستدرك أنك تطلب محالا..
فلا العودة إلى الخلف أضحت متاحة بعد الآن..
ولا قبل الآن..
ولا رفع سقف التطلع ،ومد البصر لما هو فوق ما أعطيت عاد بالإمكان..
هي تلك المنطقة الضبابية..
التي تفضل معها العودة إلى ظلمتك الأولى..
عن الوصول إلى ذلك المفترق المشوه..
أن تفضل السواد على الخروج إلى ذلك النور الكاذب الذي سرعان ما يقذف في الروح جذوة من الجحيم..
ويلقيك في النيران..
ولا مناص..
هو ذلك اليأس الصامت..
الذي تتجرع معه وجع الإجبار على الوقوف رهن الاعتقال..
وكأنما ارتكبت جرما ستعاقب عليه بالبقاء قيد التعذيب ما بقي من عمرك إلى أن يأذن حضرته أن تعود..
ستصل يا عزيزي إلى مرحلة ما..
تتمنى فيها لو أنه أخذ كلك لتستريح..
تتمنى لو تركك محض جثمان..
تدعو الله في كل صلاة لو سلب روحك..
وصلب جسدك..
وشنق ما بقي فيك إلى آاااااخر نفس..
تتمنى لو أدماك..
فأرداك قتيلا..
إلى آخر قطرة دم..
مقابل أن تعاد إلى ما قبل المرة الأولى التي أتيت فيها..
لترجع إلى نقطة السلام مرة أخرى..
وتعود للشطآن..
ما أبئسك..
هالك أنت على الحالين..
موضوع في خانة ال..
………..ان..
وهل تنجو ال……..اطين؟!..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..