لم يخبرني أحدهم ماذا أفعل حينما أحتاج للصراخ؟!..
فيخونني صوتي ويتبعثر في ذلك الفضاء اللامتناهي بداخلي..
ماذا علي أن أكتب حينما أمسك بقلمي فترتعش كفي وتخور أناملي؟!..
لم يخبرني أحدهم ماذا علي أن أفعل حينما أوضع على خشبة الغسل حيا؟!..
وأستعد لموت الروح والقلب نابض..
ولماذا وعدني بالحياة على يديه؟!..
ويداه تسرقان الهواء من رئتي..
أليس وعد الحر دين؟!..
فلماذا يعدوننا بما أيقنوا أنهم لن يوفوا به؟!..
لماذا يكذبون؟!..
أليس الكذب محرما على جميع الشرائع؟!..
وهل كنت غبيا أنا على غير شاكلتهم؟!..
أليست الطيور على أشكالها تقع؟!..
فلماذا اختلفت النفوس وتنافرت الطبائع؟!..
لماذا زورا التاريخ وبدلوا الأحداث..
وزيفوا الوقائع؟!..
لماذا وعدونا ذات يوم بالبقاء؟!..
والرحيل في دمهم..
حتى إذا ما استنكرنا فعالهم..
قالوا يا هذا..
لا تستغرب..
إن الأمر شائع..
رائعون أنتم..
وكل الكذب جائز في عرفكم؟!..
حقا؟!..
وكل الكذب رائع؟!..
إذن..
ما أجمل الروائع..
علي الآن أن أعترف بالشبع..
بالامتلاء..
وأرضى بالبلاء..
وألوذ بالصيام..
وهذا القلب جائع..
فلا عليكم..
هذه رسالتي التي لا أعرف لها عددا به أصنفها..
من كثرة ما كتبت للفراغ..
للهدر..
للهباء..
للشكوى والشقاء..
أما بعد..
إلى حضرة السالكين في دروب الفراق دون أن يأبهوا لأوجاع غرستها آثار خطاهم في تربة الروح وكأن بينهم وبين الغياب عهد أبوا إلا أن يمضوه..
ووعد قطعوا منا الوتين قبل أن ينفذوه..
أيها المسافرين قرونا في شعاب التيه..
هل علمتم كم آذيتم قلوبنا وأنتم تعبرون؟!..
هل عرفتم كم أورثتمونا أسقاما لا يرجى البرء منها؟!..
وكم أهديتمونا تمزقا وجنون(ا)؟!..
تلك جنة الفردوس التي وعدتمونا بها يوما..
أصدقا كانت؟!..
أم إفكا ما كنتم تدعون؟!..
عار على قلب لا يمضي عهد صاحبه..
وا خيبتاه على أياد أعملت في أعماقنا مناجل الهجر..
وقلوب ابتدرناها بالوفاء فكافئتنا بالغدر..
أما الخطأ فقد عفونا..
وأما الود..
فلا يعود..
إلى الله المشتكى..
أما أنتم..
فستعلمون يوما..
كم كنتم ظالمين..
هذا قفر تركتموه فينا..
لا عليكم..
اذهبوا قدر ما تشاءون..
فإذا حضرت الملائكة..
ذهبت ال……
وارحلوا غير مأسوف عليكم..
فسيعلم الذين ظلموا..
أي منقلب..
ينقلبون..
وانتظروا..
إنا منتظرون..
ذات يوم…!!!!
سنلتقي..
بقلمي العابث..