الاخبارية – وكالات
دفع طمع مربية أطفال آسيوية إلى الهرب من كفيلها والعمل بدوام جزئي، إلا أنها وقعت في فخ عصابة باعتها دون علمها مقابل 3000 درهم لأشخاص يديرون وكراً للأعمال المنافية للآداب، حيث احتجزوها وحاولوا إجبارها على البغاء، لكنها استطاعت الإفلات منهم رغم مصادرتهم شريحتها الهاتفية حتى لا تستطيع الإبلاغ أو الاستغاثة، عبر تطبيق «فيس بوك»، إذ تمكنت من الدخول إلى الإنترنت وتواصلت مع أختها وطلبت منها إبلاغ الشرطة بعد أن أعطتها إحداثيات الشقة المحتجزة فيها.
وتفصيلاً، قالت المجني عليها في تحقيقات النيابة العامة، إنها حضرت إلى الدولة في شهر فبراير الماضي وعملت مربية أطفال لدى إحدى الأسر الإماراتية في أبوظبي، ثم حصل خلاف وتم إعادتها إلى مكتب الخدم الذي حضرت من خلاله، ثم اختيرت للعمل لدى مواطنة أخرى لكن حدث خلاف بينهما، فتواصلت مع امرأة لديها حساب على «فيس بوك» لتشغيل الخادمات من جنسيتها، فتواصلت معها وأخبرتها بأنها تريد الهروب من منزل كفيلتها، وطلبت منها مساعدتها في البحث عن عمل، فشجعتها تلك المرأة على ذلك وزودتها بعنوانها في دبي، فحضرت الخادمة ودبرت لها المرأة وظيفة لدى أسرة باكستانية في إمارة عجمان بدوام جزئي حتى غادرت تلك الأسرة الدولة.
وفي النهاية استقر بها العمل مع شقيقتها، وفي تلك الأثناء تعرفت إلى امرأة وتوطدت صداقتهما كثيراً، وأقنعتها بإمكانية مساعدتها في العمل لدى أسرة مواطنة في إمارة الشارقة، وطلبت منها تصويرها حتى ترسل صورتها إلى الأسرة بناء على طلبهم، لتحديد ما إذا كانوا سيوافقون على تشغيلها من عدمه، فتوجها إلى شقة تلك المرأة وهي متهمة في القضية ولاحظت أنها تعيش مع رجل، أبلغتها بأنه زوجها، ونساء آخريات أفادت بأنهن شريكاتها في السكن، ثم قامت بتصويرها، وأبلغتها مباشرة بأن الأمور سارت على ما يرام، وأن تلك الأسرة وافقت على تشغيلها، وحبكت امرأة ثالثة الخدعة بالحديث معها حول مزايا العمل والراتب والإجازات لدى تلك الأسرة، وطلبوا منها البقاء معهم لحين الانتقال إلى منزل الكفيل الجديد.
وفي الموعد المحدد رافقت زوج تلك المرأة وهو أحد المتهمين في القضية بدعوى توصيلها إلى منزل الأسرة، فأخبرها في الطريق بأنه سيوصلها إلى منزل سائق كفيلها حتى يوصلها إلى مقر عملها الجديد، وعند وصولها وجدت المتهم الأول في انتظارهم، ودار حديث لم تفهمه بين الرجلين نظراً لأنهما من جنسية أخرى.
وأضافت أن المتهم الأول الذي يفترض أنه سائق كفيلها أخذها إلى شقة في البناية نفسها، ووجدت رجلاً آخر بالداخل، وفور دخولها أغلق الباب بالمفتاح وهناك بدأ الكابوس الذي لم تتوقعه، إذ كانت تلك الشقة عبارة عن وكر مقسم بحواجز داخلية لممارسة البغاء، ويوجد عدد من الرجال والنساء بالداخل، والمكان مزود بشاشات متصلة بكاميرات مثبتة أمام مدخل البناية وممراتها لمعرفة القادمين إلى الشقة ومراقبة النساء حتى لا يهربن.
وأشارت إلى أنها أخبرت المتهم الأول بأنها حضرت إليه للعمل خادمة لدى أسرة مواطنة، ففاجأها بأنه اشتراها من المتهم الثالث زوج المرأة التي ادعت مساعدتها مقابل 3000 درهم، وستعمل صاغرة في البغاء، فبكت وأخبرته بأنها لا تريد العمل في الدعارة وطلبت منه السماح لها بالمغادرة، لكنه منعها برفقة بقية أفراد العصابة، واحتجزت داخل الشقة وأخذ منها المتهم هاتفها لإرغامها على الدعارة، لكنها رفضت وأضربت عن الطعام حتى بدت هزيلة ومتعبة.
وبعد ذلك سلمتها العصابة هاتفاً جديداً من دون شريحة، فتمكنت بواسطته من الدخول إلى الإنترنت والتواصل مع شقيقتها عبر «فيس بوك»، وإخبارها بما حدث فأبلغت الشرطة التي داهمت الوكر، وقبضت على خمسة متهمين فيما فر آخرون، وأحالتهم النيابة العامة إلى محكمة الجنايات بتهمة ارتكاب جناية الاتجار بالبشر.
المجني عليها استخدمت هاتفاً من دون شريحة في التواصل مع أختها عبر «فيس بوك»، وزودتها بمكان احتجازها.