وفي زمن ما..
ستدرك حتما..
أنك كنت مخطئا حقا..
ستدرك..
كم كانت كل حساباتك لتقدير المسافات..
غير سليمة..
وأن نظرتك للملائكة المقربين يا سيدي..
عليلة وسقيمة..
حيث وصلت لتلك النقطة التي لم يعد مسموحا لك فيها بالتقدم أكثر مما أنت عليه الآن..
فبشريتك التي تلوذ بالطين كلما اذنبت..
لا تناسب جناب نورانيتهم المقدسة..
وأنى لرتبة أصلها التراب..
أن تصعد درجة وترنو ببصرها لفصيلة تعلوها..
كذلك..
لم يعد مسموحا لك بالتراجع للخلف مرة أخرى..
مقهورا مزلزلا..
للملمة الأوجاع؛ ورتق الجروح التي تنزف بالداخل..
ورأب صدع في عمق الروح صار بحجم أخدود..
وكف هطول ألم هادر كشلال لن يكف بعد الآن..
لماذا؟!..
لأن من صلبك هنا في فراغ من الزمن..
في ذلك السدى الهائل الذي لن تستوعب مداه أبدا..
قد شق في وتينك ضريحا..
أنت عيناك كفيفة..
أي نعم..
وحضرته..
كم كان واضحا وصريحا..
أف لك يا رجل لم يعي حجم علته..
لأنك رفعت سقف الأمنيات عااااااليا جدا..
وتناولت الوهم رغيف حياة..
تقتاته كل ذات صبر..
تنتظر ما ليس يأتيك يوما..
زينت الدواخل..
وأنت أشعث الفؤاد مهلهل..
وهم يا سيدي لا ينظرون لطهارة ثراك..
وعفة جذورك..
وإنما..
تبت يداك..
فارغتان هما..
وهم الذين يرتقبون ما تنفق يداك..
ستصبح يوما..
كمن ارتكب جرما يعاقب عليه بالصلب على الجدران عاريا..
ليمسي عبرة لكل عابر..
صريع مشاعر أنت انسقت وراءها يوما..
فخلت ظنك-على التطلع الآثم-يقينا تعيشه..
وما أسوأ العيش في أحضان ظن عبث قلبك فرسمه في الضلوع جنانا..
ستندم أنك تعريت من أوجاعك وانكساراتك..
من خيبات الماضي وانكفاءاته في حضور أحدهم..
ظننته أقرب إليك من أنفاس تسافر بين رئتيك..
ثم اكتشفت حينما أفاقتك صفعات خذلانه..
أنك..
أنك كنت بعيدا بعد المشرقين عما صور لك خيالك الكافر..
فتندم..
ثم تندم..
ولات حينها ندم..
ابك..
ابك قدر ما شئت يا سيدي..
واحترق..
فبكاؤك..
لا شيء أصلا في عرف حضرته..
وأنت والله..
لاشيء أيضا..
سواء..
أنت والعدم..
عذرا..
كان وجعا بين الحنايا وانهمل..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..