هو..
ذات هذيان..
محروم من صوتك من ألف اشتياق..
ويكأنني يوسفي الهوى..
فبم حسدت فيك إذن؟!..
حتى تصيبني فاجعة التغريب عن وطن في قلبك..
وألقى عن غير جناية في جب النسيان..
تالله..
لقد رضيت يوما أن أكون ذلك المنفي في كونك اللا متناهي..
على أن أكون زحاما يملأ حياة أحدهم..
يرسمني فردوسا..
يكتبني جزاءً أعطاه على تقواه..
بأي ذنب أوغروا صدرك عليَّ؟!..
لأودع زنازين العقاب دون جريرة..
غير أني رأيتك ذات حلم..
تلك الشمس التي يعشق النهار مولدها..
بأي جناية؟!..
استحققت لعنة الصمت..
لهيب السياط..
وجع السلاسل..
وقساوة السجان..
أما أخبروك؟!..
أن همسة وأنت لا تبالين..
تحيي في الروح ما طالته يد العطب خلف أسوار النوازل..
طوال نيف وأربعين سنين..
اما أبلغوك؟!..
أن ابتسامة غير عابئة..
على شفتين هما في قلبي ضفاف عدن..
تغرس في النبض قطعة من النعيم..
وتنبت مدائن الحنين في قلبي..
خبريني بربك؟!..
متى ينتهي هذا السجن؟!..
فيفرج عن روحي من زنزانة الحرمان..
أما ادكر ذلك الرابض في أيسرك؟!..
ولو بعد غفلة..
ليستصرخك..
أن هناك من عهد به إلى حضرة الهجران..
يسومه سوء المنقلب..
وهو ذلك الصِدَّيق..
الذي يحمل طهارة تقي..
براءة ولي..
وصدق الأنبياء..
خبريني بربك؟!..
أما أوجعتك وخزة عابرة ذات وحدة؟!..
أم أن زحامهم صار ترياقا..
فأنساك..
أما هزت ريح اللهفة جدائل الوجد في قلبك؟!..
ليطلبك المسير إلى ذلك المطرود من ضياء عالمك..
أم أنك أغلقت الأبواب جيدا وأسدلت على شرفاتك فيض التجاهل؟!..
بئساً، مانال الهوى مني..
وكله..
ما صنعت يداك..
هنا يا سيدتي..
وهنت الكف..
، رفع القلم..
يااااا أنت..
والصحف على الدوام نازفة..
طوووووبى لقلبك الرحيم..
وسحقا لقلب..
بلغت سدرة الهوى فيه..
وما تجاوز عتبة سماك..
آاااااه..
يااااا وجعي الذي لا يشغفه السكون..
يااااا حرقة بين الضلوع لا تكف..
ولاااااا تستكين..
ما أقساك..
النص تحت مقصلة النقد..
فيض اشتياق ذات هذيان..
هامش..
ويكأن: ألم تر
أوغر:وشى له فغير صدره عليه
النوازل:جمع نازلة وهي المصيبة الشديدة
ادكر:تذكر
نيف:من واحد إلى ثلاثة
سدرة:أقصى ما ينتهى إليه
بقلمي العابث..