أبحث عن ابتسامة آتية من أفق بعيد
لأضعها على شفتي المصبوغة بالحيرة وهمهمة المخاوف……
أتلهف نظرة فارة من حدائق الوهج……
أكسو بها عينيّ المسكونة بألف سؤال……
والمطفأة برماد الخواء …..
أنا التي سجنني ظلي في دائرة الأرق……
…. مفرغة من شموس كنت أرتديها
قبلما يحط الخريف أوجاعه فوق غصني…..
حين تواطأت الأيام على قلبي …..
…..قلبي المفعم بالأمنيات اليابسة
مذ بات الليل ثقيلا …..
كعجوز تتكىء على روحي بعكاز الموت……
أنا المرهقة حدّ الذهول……
المبعثرة في شوارع الغربة……
…..تتقاذفني المنافي
أسأل الجدران المسدلة فوق عمري……
…..متى تنتهي غربتي
من ينزع أشواك الوحدة المدسوسة في عمقي……
…..مذ خيم السكون فوق أيكي
وغادرتني زقزقات حلم موشى باللقاء……
…..وأنا سبي التعحب
أكنت وحدي أرسم لنجمك سماء في أضلعي……
أكنت وحدي أرتب المساءات في خزانة الغيم…..
…. وأُمنيّ يباب حقولي بالمطر
حين أنت مواسم القحط تجتاحني دون حذر……
كنت يتما أصاب قلبي بينما أُهيأني لميلاد جديد……
كنت تخبىء النهايات لكل درب أرسمه لنا……
….وللجسور أضمرت التهاوي
وقتما فاض نبضي إليكَ نهرا …..
هلاّ أجبتني……!؟
كيف اقتربنا وانصهرنا……
نحن البعيدون حدّ التعب……
المنفيون من قواميس التداني ……
وللنأى فينا وجوها كثيرة……
كيف اغتربنا بعد التماهي……
والقصائد لم تفلح حمائم شوق يعيدنا إلينا……
قصائدك ال أغرقتني بالنداء……
مزقتهُا حين أدركتُ انشقاقك عن وريدي……
….. وانتماءك للغياب
كيف لم أقرأ كل هاتيك المعاني الراكضة نحوي من عيونك……
كيف علقتَ صوتك قناديلا تجتبيني كلما انتويتُ الرحيل……
وأنت تعد لي موائد البكاء……
تهيأني للشتات لحظة عناق لم يتم……
…..وتقايضنا بالعدم
هانحن قد غدونا صنوا للعدم…….
واللغة بيننا استقالت …..
وخبت شموع النداء……
…..بينما تسيد الندم !!
خربشات القلق واللانوم