ذات عتاب..
قال لها..
يا سيدتي..
ما كنت أنتظر يوما أن تهبيني ضلعا من أضلاع سعادتك..
لأقيم به اعوجاج صدري الضائق..
ولا أن تشقي لي صدرك لأستظل..
أو أستوطن..
سمو الرحيمة..
كان يكفيني جدا حينما أنكفيء..
أن أجد ساعدك هناك..
إلى جوار ساعدي الذي ضربه الوهن..
به أستقيم..
كان يكفيني أن تربتي على كتفي..
كل ذات حزن..
ليهدأ وجعي..
وأعلم جيدا أن وجوه الحياة كثيرة..
وأنك وجه الجمال الذي به أكافأ جزاء صبري..
وعوضا عما نالته مني الهموم..
لم أكن أطمع أن تقيمي لي جنة الله على الأرض..
ولكن فقط..
كنت أود لو كان لي في كفيك ياسمينة يتيمة..
كلما أُعْطِبَ القلب..
مددت يدك بها لتنزاح عنه هزائم الأيام..
يسبق عطرها عطرك..
يقول لأنفاسي الظامئة..
أنا هنا لأجلك..
فيخضر في ساحتي الربيع بلا انتظار لدورة الفصول..
وتغير المواسم..
كان يكفيني من حنان ما يسد فاقة قلب موجوع..
ولم أكن أطمع أن أبني قصرا من زمرد لزمن قادم..
ولا أن أطال السماء بيدي..
أو أطأ الثريا كلما أخذني التيه..
وفرق يا حضرة الرائعة..
بين ما يسد الحاجة..
وما يدخر لغدرات الزمان..
أو يدس..
إمعانا في تحصيل أقصى درجات الرغد والنعيم..
وها أنا قد اكتشفت فجأة..
أنك كنت كل ما أخافه وأخشاه..
أنك الزمان..
ما أقساه..
وأنك..
كل ما كان من مساويء وأوجاع..
وحزن..
وكل..
ما من العثرات..
لم يكن..
ها أنا الآن يا سليلة السماء أيقنت..
أنك..
أنك ما كنت فردوسا أرتجيها..
ولا كنت يوما..
عدن..
فهل يفيد العتاب في قلب مات من قبل أن يُكتب التاريخ
بألف حقبة؟!..
وما كان إلا حفرة من اللظى..
وكان زيفا يدعي أنه..
وطن..
طوبى سيدتي..
هنيئا لك..
وقد أثمر الزرع من عشرين..
أتراحا..
تربت يداك..
رفيقة..
وكل القناديل التي أضاءتها..
محن..
فرق عظيم بين من تهدي كفاه الحياة..
وبين من يعتلي أكفه..
ذات هدية..
كفن..
كُف المداد..
واحترقت الأوراق..
صفق الحضور فجأة..
ورفعت الجلسة..
لا مجال للمداولة بعد الآن..
أُصدر الحكم من أربعين مغبنة..
عظم الله أجركم يا سيدتي..
خذوا العزاء في ميتكم..
بعدما..
دفن..
انتهى..
إن البقاء لله..
فيم بعد الموت قد يفيد الكلام؟!..
آااااه يا زمن دينه الخرس..
وكلهم هراطقة..
كلهم أباطرة..
فلاسفة مناطقة..
وكلهم..
ذوو وزن..
من السفيه والجاهل يا حضرة العقلاء..
إذن؟!..
ربما أنا..
عذرا يا سادة..
سخافة تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..