أيها العابر هناك..
فوق نبضي..
كن قليلا إلى اليمين..
فما زال أيسري متعبا من خطى السابقين..
أيها العابث..
بين طيات ضلوعي..
رفقا..
فبعضك معك..
وكلك فيَّ تقيم..
بين العين وبين الجفون..
وما عليَّ أخشى..
بقدر ما عليك أخاف..
حتى بت أخشى أن تدمع أعيني..
فتؤذيك..
أيها الساكن في دمي..
رفقا بأوردتي..
متسع حجم سكناك فيَّ..
ممتد ظلك المارق..
في أعماق شرياني..
نازف بك..
سائر بك..
ساكن بك..
ثائر بك كل ذات تمرد..
مرهقٌ حد الوجع..
مريضٌ حد الموت..
ربما عشقا..
إن جاز في العرف الموت عشقا..
مثقل بك..
حد الخطيئة التي لا يستتاب فاعلها..
ولا يتوب..
يأسا من توبة لن تكون..
وهل يأثم من جاء وخطيئته في التكوين؟!..
بائسة..
محاولات هربي..
منهكة خطاي..
وكل الدروب التي أسيرها..
بت أسيرها..
تسيرني..
إليك تقودني..
كم كان مسيرها يشقيني..
لله درك..
كم رحيم أنت..
تتركني أتهاوى على عمادي..
بنظرة..
لا إلى أهل واد تنسب..
بين الشك..
واليقين..
وكأنما من فيض السماء أُسْقطتَ..
قارعةً على فؤادي..
وأنا الذي لم يدر بخلدي يوما أن القيامة..
قد تكون لمرتين..
ألوذ بصمتي الضعيف من سقطات الكلام..
خشية أن أهذي بك في الطرقات..
فأتهم على غير الجنون..
بالجنون..
وما جنوني إلا في هواك..
فهل يا سيدي سيصدقون؟!..
كبير أنا..
أي نعم..
لكنني يا سيدي..
ما زلت طفلا يخطيء في عد نوبات حنينه كل ليلة..
وهو يطيب وجع الحنين..
بالحنين..
يتلعثم وهو يتهجى اسمك لمرته المليون ربما..
وكأنه في كل مرة ينطقه للمرة الأولى..
يعتريني الخجل كلما ذكرته..
كأنما تهطل شفتاي محرما..
فيُري أثرُ أخذتي في ظلك النائم بين أهدابي..
في تقاسيم وجهي..
ورعشة أناملي..
ألا أيها القريب إلى أبعد مدى..
البعيييد إلى أقرب حد..
رحماك بي..
بقلب أنت فيه..
كل كله..
بأنفاس تحملك دورتها إلى العمق..
ورغم ذاك لم تتملل..
بخلايا..
تأبى أن تنفلت منها بقايا عطرك..
وكأنها آخر إكسير للحياة..
وما بعدها..
إلى الموت ينسب..
وإن كانت من حياة فصيام طويل..
لم يُحل للقلب فيه أن يذوق رغدها..
ولم يتحلل..
رفقا يا سيدي..
بخاصرة تنزف..
والوجه يبتسم..
وما النزف إلاك..
فتمهل..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..