قال..
ناصحا ذلك الغريب بداخله..
ليس أوفى ممن يختارك حين تكون مهزوما..
ولا أبقى ممن يرتضيك حياة حينما تكون مغموما..
وليس أنبل ممن يكون أنت..
دون أن ينتظر أن تكونه يوما..
حينما يعافك الجميع..
مهجورا ومذموما..
ولا أصدق ممن كان يسير إثر خطاك محبة..
حينما كنت منطفئا..
لم يشكل فارقا لديه إن كنت تسير معتدلا..
أو تمشي الدرب منكفئا..
لكنه معك..
وهذا هو الأهم..
حينما تخلى عنك الجمع وانصرفوا..
أخبرتك فعالهم أن البدايات للجميع..
من أوفى ومن كان للوفاء مدعٍ..
وها هو وقع أقدامهم الموغلة في دروب التخلي قد حفر في عمق روحك وشما..
مفاده أن النهايات ما كانت إلا للصادقين..
ففي دهمة الليل كل ما يلمع ذهب..
ما كان من ذهب..
وما أراكه التعب..
وحينما يزول الظلام ويمضي إلى عدم..
ستميز الذهب والخشب..
وتميز من كانك ممن خانك..
حينما يهدأ الضجيج حولك وينقضي الصخب..
سيأتيك صوته ليخبرك أن الظلام مهما طال سينقشع..
أن العهد ما انفكت أواصره..
وأن الحلم ما فتئا..
إياك إذن أن تحتج بالكثرة حولك..
فما كانوا حولك لأجلك..
ولكن لأجل أطماعهم كانوا..
خانوك؟!..
لالا..
لا تبتئس..
هم لأماناتهم خانوا..
باعوك..
لالا..
لا تنتكس..
هم فقط..
لأصنامهم صانوا..
هم يا سيدي كعهدهم أبدا..
بالخذلان قد دانوا..
ويداك عابثتان..
تقاطرت منهما العطايا كحبات غيث تنهمر دونما خوف من غد أو بعد غد..
لم تخش يوما أن تمتطيهما فاقة..
لم يثن عزمها الطمع..
فلما تغيرت الفصول وتبدلت المواسم..
كان قلبك الآثم يا سيدي وليس هم..
هم بانوا عنك..
وعلى أصل طباعهم بانوا..
إياك إذن وأولئك الذين يبحثون فيك عن مأوى لأرواحهم المتعبة إلى أن تنال من الراحة ما يحيي رميمها..
فإذا كان لهم ما أرادوا..
كانت الأعذار تسبق صباحاتهم إليك وتسوق المساءات..
وأعدوا صحائفها قبل حقائبهم..
وأخفوا ما بالأمس قد جمعوا..
هم يا سيدي ما أتوك ليطلبوا وطنا..
لكنهم جاءوا ليستنفذوك حتى آاااخر قطرة..
فلا تشك من فعالهم زمنا..
ولأن لكل جواد كبوة..
فلا تبك الذي كان..
ولا تعد الآن..
لتبحث في دفاترك القديمة عن أوراق ممزقة..
لا تقم ألف فرض للعذاب على أرض مادت..
فالأرض يا سيدي من ألف قرن..
اعتادت..
أن تعشق ظلم المشنقة..
سحقا له..
قلبك..
وطووووووبى لمن أحرقه..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..