كتبت سعاد حسن
في مثل هذا اليوم ١ بوليو سنة ١٩٣٠ ولد المخرج المثير للجدل مصطفى العقاد، بمدينة حلب بسوريا
كان العقاد مغرم بحب السينما منذ الصغر فقرر أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة فن السينما وكان كثير القراءة في فن الإخراج
قام بإخراج عدة افلام تحكي عن ثقافات الشعوب حول العالم ومن هنا اكتسب ثقافة كبيرة
رأي ان الجمهور الامريكاني يهوي افلام الرعب. فقرر إخراج سلسلة افلام رعب تحقق له ربح مادي كي يستطيع أن ينفق على أهدافه
وبعد شهرته في هوليوود. سأله احد الصحفين لماذا لم تغير اسمك. فأجاب انه الاسم الذي ولدت به واعتز به وربما يكون هو سبب نجاحي
ومن أشهر الأفلام التي قدمها المخرج الراحل فيلم أسد الصحراء. سنة ١٩٨١ والذي كان يحكي قصة كفاح البطل الليبي عمر المختار.
جسد شخصية عمر المختار في هذا الفيلم الفنان (أنطوني كوين)
ويعتبر اختيار الفنان أنطوني كوين لتجسيد شخصية بطل عربي كان محط انتقاد الكثير له ووجه العقاد سؤال
لماذا لم تأتي ببطل عربي بجسد شخصية العقاد
قال انه يريد أن يكون الفيلم رسالة تظهر الدين الإسلامي كدين سماحة وخلق وليس دين أرهاب كما يروج البعض. واذا جئنا ببطل عربي كان من الممكن أن لا يصدقنا البعض في الرسالة التي اريد ان اوصلها للعالم كله
أما عن فيلم الرسالة الذي كان يحكي تاريخ نشأة الإسلام. وقام بتجسيد شخصية حمزة بن عبدالمطلب. في هذا الفيلم الفنان عبدالله غيث وتم إنتاج الفيلم في فترة السبعينات
يذكر أن الأزهر وافق على سيناريو الفيلم في نهاية السبعينيات من القرن الماضي واعتبر أن المحظور تجسيدهم في الأفلام السينمائية هم فقط العشرة المبشرون بالجنة وليس من بينهم حمزة، إلا أنه تراجع عن هذا الموقف، حيث قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية رجب بيومي عن أسباب منع الفيلم: هذا الفيلم تم فيه تجسيد شخصية حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو من أهل الجنة. يقول العقاد: في فيلم الرسالة واجهتنا صعوبة في الكشف عن وجوه كل من الرسول وخلفائه الراشدين ولم نستطع إظهار صورهم، ولا أصواتهم، ولا حتي ظلالهم طوال أحداث الفيلم لما في ذلك من حساسية عند جمهور المسلمين، وبالتالي كانت ثمة صعوبة في وضع شخصية محورية في السيناريو يتتبع المشاهد، وخاصة الغربي المتعود علي بطل في أفلامه، فما كان علينا إلا أن اخترنا حمزة ولكنه قتل مبكراً في معركة أحد ليترك لنا فراغاً. كما تمت الموافقة عليه من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان.
عاش العقاد حياة مليئة بالأحداث الساخنة والاعمال الناجحة ولكن كانت وفاته مأساة هزت الوطن العربي ومحبي فن العقاد
في 9 نوفمبر 2005 قُتل العقاد مع ابنته إثر انفجار إرهابي وقع في فندق راديسون ساس . حدث الانفجار الناتج عن عملية انتحارية لحظة وجود العقاد في بهو الفندق لاستقبال ابنته القادمة للتو من السفر. توفّيت ابنته ريما في الحال، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثراً بجراحه، تاركاً وراءَه فيلمي عمر المختار والرسالة وأحلاما ما زالت معلقة. كان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد يحضّر لعمل فيلمين سينمائيين، أولهما يتحدث عن فتح الأندلس والآخر يتحدث عن صلاح الدين الأيوبي