حادث الشاب المصري وليد الذي تعرض لحادث ضرب وإهانة من مواطن كويتي أكد بما لايدع مجالا للشك أن الدولة المصرية يقظة تماما وان كرامة المصري خارج الوطن مصانة وانه ليس وحده مهما كان بينه وبين الوطن آلاف الأميال .. والمؤكد أن هذا الخطأ فردي ولا يمكن تعميمه ولا يجب أن ينسحب على دولة بحجم وقيمة الكويت ولا يعبر عن حقيقة وطبيعة العلاقات بين الدولتين علي جميع المستويات ..
تحركت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج نبيلة مكرم عبد الشهيد وأجرت اتصالات سريعة ومكثفة مع كل الأطراف المعنية بالأزمة لتأمين حصول الشاب للمصري المعتدي عليه علي حقوقه بالقانون والتأكيد علي أن أي مصري في الخارج هو في مهمة تحترمها الدولة وتقدرها وانه ليس وحده علي الإطلاق .. وفي ساعات قليلة أصبح وليد الأشهر في مصر وتأكد وهو في الغربة أن مصر كلها رسميا وشعبيا الي جواره ..
والشيئ المحترم جدا هو الموقف الرسمي والشعبي الكويتي الذي أدان تصرف المواطن المعتدي وأكدوا أنها إهانة ليس لشاب مصري إنما لكل عربي علي أرض الكويت .. ولم تأخذ الواقعة أي منحى به نوع من التحيز للمعتدي باعتبار أنه كويتي بل تم القبض عليه فورا وأجرت النيابة تحقيقاتها معه .. وتم إسناد القضية لمحامي كويتي للدفاع عن المصري وليد الذي شعر بالأمان وان حقه وصبره علي الاعتداء لن يذهب هباء ..
وكان من الطبيعي أن تصبح هذه الواقعة حديث الملايين بعد ما انتشر الفيديو علي صفحات التواصل الاجتماعى .. واختلفت الآراء مابين مؤيد ومعارض بالنسبة لرد فعل الشاب المصري وليد بعد الاعتداء عليه ثلاث مرات .. البعض أشار إلى أنه أخطأ في حق نفسه وكان عليه أن يرد الصاع صاعين والا يستسلم للإهانة التي لحقت به ومزقت قلوب المصريين الذين شعروا بإهانة كبيرة .. والبعض الآخر أشاد بوليد وانه تحكم في أعصابه وكظم غيظه وتحمل رغم أنه شاب وقادر علي الرد بنفس الطريقة وربما أكثر .. واعتبروه مثال للشاب الذي يتميز بالثبات الانفعالي الذي جعله يتحمل لكي يحصل علي حقه كاملا .. ومابين الرأيبن أجد أن العلاقة بين الشعبين المصري والكويتي لا تتأثر بحادث فردي وان الإدارة المصرية أصبحت متميزة في الوقوف خلف كل مصري مغترب وان العدالة ستأتي لوليد بحقه كاملا و إذا كان قد تحمل ولم يرد .. عليه ألا يتنازل عن حقه وألا يقتنع بأي محاولة للتعويض المادي مقابل التنازل لأنه إذا قبل سيكون بالفعل قد فرط في كرامته التي لايعوضها المال ابدا ..
Hananghanem44@yahoo.com