الجزء الأول
كانت مثل موج هادئ كانت عميقة كالبحر وبليغة كحروف العربيه وجهها كالبدر وعنيدة كالدهر قلبها كالدرة النفيسة لم يستطيع أي من العابرين إختراقه تسير مثل موج البحر تتسارع وتتصادم مع الحياة تارة تفرح وتارة تحزن تارة تنال السعاده وتارة يصيبها الحزن
كانت كالحلم بالنسبة للجميع يتهافتون عند رؤيتها
ولكن لم يدم هذا الحال طويلآ الي أن جاء ذلك الغريب
فأهتز عرش قلبها وتبعثرت الأوراق المرتبه بداخلها لقد
كان كالعاصفه التي أقتلعت جذور الثبات لديها فشذي أنفاسه مثل عطور الصباح وبسمته مثل نسيم الحياه وتفاصيل وجهه كفارس حل من رواية «المساء» ما إن مر من امام ناظريها حتي خفق قلبها كانت نظرات الجميع تحاوطها أما هي فنظراتها منصبه عليه وحده لم يبث لها كلمة واحده ولكن هذا اللقاء العابر غير مجري حياتها فتمنت بأن يقف الزمان ويمضي هذا الغريب ماتبقي من عمرها وهو بجوارها تمنته لو أنه جارها وبجوارها ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه
ولكنه سرعان مارحل وترك ذلك القلب الذي كاد هذا اللقاء أن يوقفه
رحل بعد أن خطف قلبها دون سابق إنذار تركها والحيره تقتلها وقد أصبح البحر صديقها والغرفة ملآزها ونجوم السماء جليسها
وكأنها سجينة في زنزانة المشاعر ولكن السجان غادر وترك ورائه ذلك الصمت الذي يحوم حول أرجاء حياتها لم ينتبه ماذا فعل ومن سجن رحل وتركها وتساؤلات الليل تقتلها
وتداولة التساؤلات لديها واخذت تهيم حائره وتخبر عصفورها بهذا الحزن وتلوم قلبها الذي خدعها وذهب مع هذا الغريب وتنظر عبر نافذتها معاتبة كل شئ حولها حتي نفسها
“ألوم عيناي التي لم تستطع أن تبتعد عن وجهه ولو لحظة
أم ألوم قلبي الذي سمح له بإدخال سهم الحب إليه
أم ألوم عقلي ومخيلاتي التي لم تفارقنهم صورته وهو يبتسم
من هذا الامير ياتري
أهو ذاك الأمير فخيالي الذي كنت أنتظره
أم رجل كامل الأوصافي وقعت عليه عيناي
ماذا بي وماذا فعل هذا الغريب بمشاعري لما أنشغلت به هكذا
لقد رأيت ف حياتي الكثير ولم أنجذب الي احد لما هذا الغريب وماذا فعل بقلبي هل سيعود ثانية؟! أم سيبقي قلبي غائب معه؟!
والأهم من ذلك هل شغلت أنا ايضآ مخيلته”
وأخذت تهزي بالشعر من فرط إصابتها بحمي الحب وسكر العشق دون أن تدري متي أصبحت تقول شعرآ وأخذت تتمتم قائلتٱ
عيونا سحرت قلبي ووجداني
وسحر روح خطف عقلي ولون احلامي
من هذا الذي رسم دربي ولون أيامي
أأمير عرش أم أسد ف هيئة غلام
من هذا الوسيم ياتري الذي هز كياني
هل هو ملاك ف هيئة انساني
أم هو رجل استحسنه الرحماني
احسد الارض التي يمشي عليها عالي المقامي
ويحك يافتي ماذا فعلت بي
لقد خطفت شعري وألحاني
ويحك يافتي لقد سرقت قلبي وعقلي ووجداني
ويح قلبك ماذا فعل بقلمي ولساني
ويح عيونآ خطفت مني ألواني
أخبر الريح كي تأتي تزف لي عطرك بالأفنان
هل سنلتقي ثانية أم هل ستفرقنا البلدان