الجزء الثاني
ومرت الأيام ومازالت تلك الجميله في حيرتها فما رأت خيراً غير أن تستودع قلبها عند الله سبحانه وتعالي ومضت تكمل طريقها في تعليم الأطفال القراءة والكتابه فهذا هو المنبع والعين الذي تستقي منه سعادتها فطرح عليها جدها فكرته بأن تذهب وتكمل مسيرتها التعليمية التي تخلت عنها فور موت جدتها لتكون ونيس جدها ولألا تتركه وحيداً وأخبرها بأن الأطفال سيعوضونه غيابها.
ساد الصمت بينهم لدقائق ولكن سرعان ماوافقت علي تلك الفكره واستعدت متأهبة لتكمل ماتخلت عنه منذ رحيل جدتها عن الحياه وفي الصباح الباكر أستقلت القطار لتصل إلي مقصدها وكانت تقرأ إحدي الروايات في يدها ولكن سرعان ماخفق قلبها مرة أخري فتشتت إنتباها وأخذت تبحث بعيونها الأرجاء حولها ولكن دون جدوا
وعندما توقف القطار إذ بذاك الغريب ينزل من القطار. نعم لقد كان مستقلآ القطار هو ايضآ ومره أخري يخطف قلبها دون أن يعلم ومره أخري يرحل السجان ويترك السجينه حبيسه في قفص الحيره ولكن سرعان ماهدءة من روعها وأسكنت قلبها الأمان قائلتآ لقد استودعتك عند الله وما عند الله لا يضيع هدئ من روعك أيها القلب وهيا بنا نمضي إلي مقصدنا
وذهبت إلي الجامعه وأكملت بيانات القيد لديها . وجاء اليوم الأول وأستقلت الحافله والبسمة تملئ ثغرها والسعادة تجيش بداخلها حتي وصلت ودخلت إلي القاعه المخصصه لتلقي المحاضرات وهي في أتم الاستعداد لتلقي دروسها وحان موعد المحاضرة الاولي
ولكن القدر يلعب دوره فقد كان المحاضر هو ذاك الغريب فتحولة البسمة إلي دهشه وكأن الزمان وقف عندها لا تدري ماذا تفعل
أكملت يومها والسعادة تحاوطها من كافة الارجاء أنهت يومها الأول الذي كان مصدر كل شئ جميل لها. وتداولة الأيام بينهم وهي تكتفي بالنظر إليه وبعض الأحيان تناقشه في المحاضره ولكن مافي القلب بقي في القلب فهو مستودع عند الله أنهت النصف الأول من العام الذي اظهرت فيه قدرآ كبيراً من المهارة والنبوغ وأستقلت القطار مرة اخري ولكن هذه المره لرؤية جدها.
وحالما وصلت بلهفتها الي المنزل دخلت مسرعه لتلتقي بجدها الذي كان يطوق قلبها له من الشوق واذ بالمفاجأه الغريب في المنزل!؟ نعم لقد سبقها لطلب يدها
لقد بث معها هذه المره أحاديث وكلمات وأخبرها بأنها أيضاً خطفت قلبه منذ اللقاء الأول ولكنه تركها لله عزوجل واستودعها عند الله إن كانت له فحتمآ ستكون واخذ يسرد معاها كثيراً من الأحاديث. وقد علمت هي جيداً بأن من ترك شيء لله عوضه الله. وماعند الله لا يضيع
هيا بنا الآن ياأميرتي لتخلدي إلي النوم فقد أنتهت القصه.
هذا يعني ياأبي لو لم تكمل أمي مسيرتها التعليمية لم تكن لتقابلها وتتزوجوا؟!
ليس الأمر كذلك أيتها الجميله ولكنها تدابير الله عزوجل ولكي نعلم بأن من ترك شيء لله فحتمآ سيرضي الله قلبه
هذا يعني ياأبي أنني لابد أن أكمل مسيرتي التعليمية حتي أتزوج؟؟
هل هذا ماأستفدته أيتها المشاكسه لا يابنتي الأمر كله بيد الله تعالي أعلمي أنك لابد أن تتركي أمرك لله تعالي إن كان خيراً فيصيبك وإن كان شرآ فسيبدله الله لكي خيراً وإن اصابتكي الحيرة فستودعي الأمر لله فما عند الله لا يضيع.