قال..
وحتى رحيلهم منا جاء مختلفا..
غابت الوجوه..
أي نعم..
غابت..
لكن سقطت منهم الأرواح ها هنا..
بأيسرنا..
بداخلنا..
عبثت كثيرا كعادتها..
عاثت..
ومااااا تابت..
ما ارتحلت كما أرادوا..
وما استجابت..
ويبدو أنهم نسوا أن يحملوا كل أشياءهم معهم..
عذرا..
كلص كان يسرق في الخفاء..
ولما اُكتشف أمره..
حمل بعض ما اغتنمه وترك بعض..
وكان أخف الثقلين، وجها..
فأخذه ومضى..
وكان أسوأ ما تركوا لنا شيئين..
أنفاسنا تلك..
قيد الإيقاف..
وفاجعة الذكريات..
حتى بتنا نستصرخهم مرارا..
خذوا مالكم..
وردوا علينا بضاعتنا..
تلك التي انتزعتموها في رحالكم..
ذات رحيل..
تلك التي أبت البقاء معنا..
وآثرت الذهاب في إثركم..
حين أقسمتم إلا أن نموت..
فُرادى..
ولو على قيد الحياة..
لكن..
اتجاه الريح كان قد تغير..
وضاع صوت نحيبنا في المدى..
وهل كان الأصم ليجيب الدعاء؟!..
أو كان الأعجمي يترجم رجع الصدى؟!..
الجواب لا..
ولم يبق إلا صوت نفيرهم هناك..
كطبول حرب تفزع الأموات..
ودمدمة هنا بين الضلوع..
مفادها..
بُعدا بُعدا..
وفي زحام الدروب..
ضاعت أمانينا وأحلامنا..
هباءَ وسدى..
وهل أسوأ حظا ممن بعثر نبضه خيبة؟!..
وهو الموقوف على الأبواب أبدا..
وكان ظنه الآثم..
أنه مَلِكٌ..
من أتى به على رأس الخيال..
سيدا..
فإذا به..
أُنزل من عرش مملكته..
مبددا..
ومشردا..
أنهك قواه الرحيل..
أتعبته السنون..
وتقاسمته يد الردى..
فله الله ذلك الآبق بداخله..
ولله در من أبعدوه عن درب..
ضربوا له فيها مع الأنفاس..
لقاءً وموعدا..
خائبٌ حين صدقهم..
وهل كان حصادُ زرع سُقي خيبة..
إلا خيباتِ أُخر؟!..
إلا خيبات أكثر..
الله أكبر..
لكنهم لا يفقهون..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..