أما بعد..
ثقيلة جدا لحظات الغياب..
ثقيلة لتلك الدرجة التي..
تجعل المسافة ما بين الشهيق والزفير..
كتلك المسافة بين بدء الخلقة..
ويوم الحشر..
ثم ماذا؟!..
-يا سيدي..
وأنا العابر إلى الحياة..
فوق جثة الزمن..
من سم الخياط أمضي..
أحمل المنافي في حقائب السفر..
يرفضني العبور..
تمقتني الدروب.
تسيرني المهالك..
أختنق بعطر..
و….
أضيق بذكر..
أقفو الخطى فوق اللهيب..
أتبتل بصورة وجه..
في جوف الصوامع..
وفي محاريب القدر..
ثم ماذا؟!..
-يا سيدي..
أما هذا العالم..
فقد أيقنت أنه لا يشبهني..
إنه فقط..
يتسع لخيباتي الكثيرة..
وانكفائي المتكرر..
هناك..
حيث أتعثر به كلما أعدت محاولة النهوض..
حتى بتُّ
أخشى ظلي المنكسر..
ليأتيني الرد..
صفعة خذلان..
أو طعنة جفاء وغدر..
وقد بتُّ أجمع..
وأجمع..
أضرب وأطرح..
أشكو كثيرا..
كثيرا جدا..
أصرخ وأشرح..
والناااااتج صفر..
ثم ماذا؟!..
-يا سيدي..
وبعد تفكير..
سأرحل حتما..
لكن..
لأقنع قلبي بدين الرحيل..
أحتاج لوحي..
أحتاج لسحر..
أن تخلع عني ثوب ذكرياتي..
تلك الملامح..
وتلك الصور..
أن تنزع عني زي الحياة..
وتزرع روحي بجمر الخطر..
ثم ماذا..
-لا يهم يا سيدي..
من ذاق مرارة كأس التجافي..
هل يخشى يوما مر السفر؟!..
النص تحت مقصلة النقد
بقلمي العابث..