لم يكن غريبا أن ترد مصر علي تركيا بشأن رغبة أنقرة في الحوار مع القاهرة ردا فيه الكثير من الشك والريبة تجاه الأتراك وتأكيد علي عدم الثقة في نواياهم .. فلم تمضِ سوى ساعات على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده للحوار مع مصر واليونان، حتى جاء الرد من القاهرة مستنكراً ومستغرباً .. لأن هذا الإعلان جاء
على وقع الضغوط الأوروبية، والتلويح بعقوبات آتية، على خلفية تصاعد التوتر في شرق البحر المتوسط، بشأن التنقيب عن الغاز والبترول في مناطق لا تتبع للأتراك وتمس الحقوق للمصرية واليونانية ..
الخارجية المصرية استنكرت حديث وزير الخارجية التركي مع إحدى القنوات المحلية أشار خلاله بطريقة سلبية الي ما شهدته مصر من تطورات سياسية مرتبطة بـ “ثورة 30 يونيو”، وهو ما يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماماً للواقع وتخدم توجهات أيديولوجية معينة .. رفضت الخارجية المصرية الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وبهذا القدر من التناقض، الذي يفتقد الي المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب من أجل إقامة علاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية.
وأتت هذه التطورات بعد ساعات من تصريحات أردوغان في إسطنبول التي اكد فيها انه لا مانع لدي تركيا من الحوار مع مصر و إجراء محادثات استخباراتية مع القاهرة ولكن اتفاقها مع اليونان أحزن تركيا .. وأشار الي أن بلاده مستعدة للحوار مع اليونان في دولة ثالثة أو عبر الفيديو ..
و أكد وزير الخارجية سامح شكري أن الممارسات والتدخلات التركية السافرة في العديد من الدول العربية تمثل أهم التهديدات المُستجدة التي تواجه الأمن القومي العربي، مشددا على أن مصر لن تبقى مكتوفة الأيدي بمواجهة هذه الأطماع. التي تظهر في شمال العراق وسوريا وليبيا بشكل خاص.
واكد دعم مصر للعراق في مواجهة الاعتداءات التركية المستمرة على حدوده والإجراءات التي يتخذها في مواجهة هذه التدخلات السافرة ..
وأضاف أننا “نرصد الأفعال، فإذا لم تكن الأحاديث والتصريحات متفقة مع السياسات على الأرض تصبح بلا أهمية”.. وانتقد السياسات التركية في المنطقة، مؤكدا ان السياسات التي نراها بالتواجد على الأراضي السورية والعراقية والليبية، بالإضافة إلى التوتر القائم في شرق المتوسط، جميعها تنبئ بسياسات مزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
و أن كل ما يحدث على الأرض لا يوحي بالسعي إلى الحوار والتفاهم من قبل تركيا، فالأمر ليس بالأقوال بل الأفعال التي تعزز الاستقرار ولا تتناقض مع القرارات والشرعية الدولية”..
تصريحات القيادة المصرية واضحة وحازمة ولايمكن ابدا ان تنخدع بالأساليب الملتوية وسياسات المراوغة والتضليل التي تتبعها تركيا في جميع أنحاء العالم ..
Hananghanem44@yahoo.com