الخطأ الأكبر الذي اقترفه عويس الراوي ووالده، أن الإثنين نسيا، أو في الأغلب الأعم لم يعلما أنهما أمام عضو من اعضاء الفريق السماوي أو “السكاي تيم”، ذلك الفريق الذي تحدثت عنه مرارا، وقلت أنه يحلق فى سماء الوطن، متحررا من كل القوانين، وهازئا بكل القيم، وضاربا عرض الحائط بكل ما له علاقة بالأخلاق والإنسانية، ويدور كدوامات السحب السوداء، كاتما الهواء، وسادا الشمس عن القاعدة الشعبية العريضة من المواطنين المحكوم عليهم بالعيش على الأرض أو تحت الأرض.
التحالف السماوي بدأ ببعض الكبراء بجهات مختلفة، ثم ظهرت له امتدادات أقل فى الأهمية والدرجة، بالمستويات الوسطى والدنيا بهذه الجهات، حتي انتهت إلي مستوي ذاك العضو القاتل، الذي جري تسليحه بسلطات اقتنع بأنها لا محدودة وعلي بياض، قبل ان يتسلح بسلاحه الميري، المخصص أصلا لحماية الشعب، لا قتل أبنائه في قلب بيوتهم وامام آبائهم وامهاتهم.
خطأ عويس الراوي ووالده ، والذي ترتب عليه ، صفع الوالد المسن علي وجهه في قلب بيته وأمام اسرته، ثم مصرع الابن عويس الذي لم يتحمل إهانة أبيه، أنهما في الأغلب لم يعرفا أن أعضاء “السكاي تيم” يعتبرون الشعب زوائد دودية، لا يأتى من ورائها سوى التنغيص، ولابد من بترها عند أول إحساس بالضيق والألم.
خطأ عويس الراوى ووالده أنهما في الأغلب لم يعرفا أن أعضاء ” السكاي تيم” يرون أنهم هم فقط الوطنيون البناءون المخلصون، الحارسون للوطن، المالكون للنظرة الثاقبة والنية الصافية والحقيقة المطلقة، والعصمة من الخطأ، والعلو والسمو والارتفاع عن ما عداهم من بنى وطنهم، ويفعلون كل شىء وأى شىء وهم مقتنعون أنه فعلُ وطنيُ خالصُ مقدسُ نزيهُ بريُْ لا تشوبه شائبة، ويقتنعون بذلك وهم يضربون ويعسفون ويقتلون وينزعون عن الآخرين كرامتهم وحقوقهم.
كان من الواجب علي عويس الراوي ووالده أن يعرفا حق المعرفة، أن الحياة فى زمن “السكاى تيم” تجعل من المتعين على المرء أن يمارس حياته ويقوم بعمله وفق قاعدة أن من يحميه هو الله فقط، لا قانون ولا قاعدة ولا قيم ولا أخلاق، فالوقائع الجارية والمتواترة تقول أنه إذا ما قضت الاقدار بوضعه فى احتكاك او مواجهة أو موقف من أى نوع مع أى من أفراد هذا الفريق، فسيكون فى حالة لا يمكن التنبوء بتطوراتها، لأنه لا مرجعية أو قوانين أو نظام أو قواعد أو إجراءات يمكن فهمها والاطمئنان إلى أنه عند الاحتكام إليها، ستحقق حفظ الكرامة الإنسانية، والحقوق المادية، وصيانة الأسرة والأبناء.
كان علي عويس الراوي ووالده أن يعرفا تمام المعرفة أنه فى زمن “السكاى تيم” يكون الإنسان في وضع خاضع تماما لمنطق المصادفة والعشوائية، دون اعتداد بكونه صاحب حق، فأفراد “السكاى تيم” سيكونون دائما على حق، بحكم الأمر الواقع، وبحكم امتلاك قوة غير منضبطة، شيمتها الانحراف عن الحق، والاستهانة بالكرامة والحياة الإنسانية، والمسألة برمتها حظ، بدءا من سوء المعاملة وقلة الاحترام، ومرورا بالانتهاك الجسدى، وتقييد الحرية، وانتهاء بالقتل أو بتهمة أو تهم من غير المعروف المصير الذى تؤدي إليه.