في حفل تخريج الدفعة الأولى في كلية طب القوات المسلحة الذي عقد بمركز المنارة بالتجمع الخامس منذ عدة أيام حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي التأكيد علي أنه يرفض كل أنواع المجاملات والمحسوبية .. وكرر عدة جمل مهمة أمام الحضور ابرزها .. “من فضلكم مش عاوز حد يجامل باسمي” .. ” أنا عمري ما جاملت مخلوق” .. “أوعوا تفتكروا إن النجاح طريقه سهل.. لو جاملت حد هيفضل متخيل إن مفيش طريق للنجاح غير المجاملة”.. “والله والله والله عمري ما جاملت مخلوق وأنا في الجيش”.. ” انا بأطالب بعدم المجاملة في أي أمر يتعلق بالعمل العام داخل الدولة باسمي ” .. وقال الرئيس “المجاملة تساوي الفساد”..
وتطرق الرئيس الي أمر هام آخر يشغل بال الكثير من المصريين عندما قال ” أنا ليس لي اي جهة او حزب يتكلم باسمي ” .. وأشار إلي رغبته في ميكنة الاختبارات في الكليات خلال عامين من الآن للحد من المجاملة وإعطاء كل ذي حق حقه .. وحتي لا يقال إنه ابن فلان ..
ويسعي الرئيس السيسي في كل مناسبة يتحدث فيها الي الشعب للتأكيد علي أهمية تدعيم القيم والمبادئ والابتعاد عن المحسوبية التي تعتبر سوسا ينخر في عظام المصريين منذ سنوات طويلة ويسعي جاهدا للقضاء عليها .. وكذلك التأكيد علي أن مصر دولة قوية لكنها مسالمة ولا تعتدي علي احد بل إنها تقدم يد العون للجميع في المواقف التي تتعلق بالجوانب الانسانية .. وأبرز دليل علي أن كل المصريين يتعاملون بهذه المعاني المحترمة التي ينشدها الرئيس قيام القوات البحرية المصرية بإنقاذ أحد المراكب التي ترفع العلم التركى فى عمق البحر الأبيض المتوسط بعد إصداره إشارة إستغاثة تفيد بحدوث عطل فنى مفاجىء به على بعد 270 كم شمال مدينة سيدى برانى .. على الفور صدرت الأوامر بدفع الفرقاطة المصرية ” الظافر ” لموقع الحدث .. وتم نقل جميع الركاب على متن الفرقاطة المصرية .. وكان ركاب المركب الذي يرفع العلم التركي 57 شخص .. 48 رجل و 6 سيدات و 3 أطفال من جنسيات مختلفة .. 31 عراقى و 23 إيرانى و تركيان و مصري .. وتم سحب المركب العاطلة ورسوها على رصيف قاعدة 3 يوليو البحرية بجرجوب ، وتم تقديم العلاج الطبي اللازم وكافة الإحتياجات الإدارية لجميع الركاب و اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بواسطة السلطات المختصة .. لم تتعامل مصر مع الموقف بعدوانية ولا إنسانية ولم يفكر أي مسؤل في التقاعس عن انقاذ السفينة لأنها ترفع العلم التركي رغم أن تركيا تتخذ سلوكا عدوانيا ضد مصر وتسعى للاضرار بها وبمصالحها .. ولكن في هذا الموقف الإنساني الأمر يختلف لأن المعايير الأخلاقية التي يطبقها المصريون بقيادة الرئيس السيسي لا تحيد عنها ابدا مهما كانت الخصومة بينا وبين أي طرف من الأطراف ..
Hananghanem44@yahoo.com