#قال..
نحن يا سيدي خائفون..
خائفون جدا..
أن يمضي بنا العمر..
يرتدينا التسكع في محطات الانتظار..
وتضاجعنا الأرصفة..
في ليالي الصقيع الطويلة..
فتمر الساعات تلو الساعات..
وما من نار في بيتنا ولا وبر..
ويأتي الشتاء بعد الشتاء..
نشتاق سقيا..
وما من برق ولا رعد ولا مطر..
نحن يا سيدي خائفون..
خائفون..
أن يمضي العمر..
ونحن على الربى نشم ريحهم..
تعبرنا تباعا عواصفهم..
وتصر على ألا تحمل أثرا..
والبشير لم يلق على وجوهنا..
لا قميصا ولا خبر..
نحن يا سيدي خائفون..
خائفون..
أن يمضي بنا العمر..
ونحن على حالنا تلك..
نعاني الظلمة والعمى..
لم ترتد إلينا أبصارنا..
تلك التي سلبها هؤلاء الملائكة..
يوم أن ارتحلوا مع قوافل السماء ذات صلاة..
كانوا نذروها قربى على شرف نحر..
ثم عادوا وأقسموا أن تلك الدماء على قمصاننا..
إنما هي لذلك الذئب الذي ينهش أيسرنا..
وأنهم برآء جدا..
تبا لذلك الذئب الملوث بنا إذن..
وطوبى حضرة الملائكة..
ويبقى لنا على بابكم رجاء..
فأمروا الحاجب ليشرع الأبواب..
يا جلالتكم..
هل لنا بحنوط وكفن؟!..
معذرة..
لم نكن نعرف قبل الآن أن قلوبكم رقيقة لهذا الحد..
وأننا من جلامد..
من حديد..
ومن حجر..
نحن يا سيدي خائفون..
ولم نكن ندري..
أن الخوف ينبت في أناملنا كلما لمستنا الأشياء..
أو عبرتنا الأسماء..
والأشكال والصور..
نحن يا سيدي خائفون..
أن نقدم صحائف الاعتذار..
دون جدوى..
كلما أذن مؤذن..
أيتها العير حي على السفر..
فيمضي العمر..
تمزقنا ذكرى..
ويبعثرنا قدر..
نحن يا سيدي خائفون..
ولا ندري..
متى ينتهي الخوف..
ويزول الخطر..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..