المرأة التي تفتح بابي…..
تدلف إلى بيتي…..
تتجول في كل ركن وكل غرفة….
تدخل الى مطبخي…تعد نبضها على مواقد الانتظار
وترص أواني صنعت من لهفتها ….
….توزع فيها ملاعق التأمل وشِوكا من نداء
وفي المساء…..
تتمدد على أريكة التعب…..
تحتض وسائد شجنها العميق….
وتنظر في مرايا التساؤل….
عن طفلة كانتها في القريب….!!
المرأة التي تشاطر زوجي تفاصيل يومه…..
تتشاجر معه حين يدميها القلق….. حين تشتتها متاهات توزعت بينهما…..
تقاسمه فراشه….
…. وتمسك بيده إذا سبا ليله الأرق
تحتضن زهراته…..
…..تدفق عليها لحظاتها وأنفاسها
وحلو الأحلام
ترتب الأمنيات في دفاتر الايام…..
تلم الساقط من أوجاع الساعات…..
…..وتلقيه خارج اطار الوقت
تخبئه بين طياتها تتباحثه فيما بعد …. في وحدتها
علها تستنبط سره فتنزع شوك البداية…..
المرأة التي تتسلل إلى غرفتي وحيدة…..
تجلس في ضوء خافت…..
تتصفح شاشة زرقاء…..
تراسل صديقتها البعيدة…..
….. الغائبة في نصف الكرة الاخر
تتحدثان في سفاسف كثيرة…..
تتدرجان الى عمق الألم ال يحاصر قلبها…..
وربما جزعا تبكي…..
وربما تتهرب من أسئلة توشك أن تغزو المسافة بينهما ….
المرأة التي منحت قلبها لرجل وحيد….
وأهدته زهرة إثر زهرة من حديقتها السرية…..
والندى بين كفيه ….
يناشده عطرها المخبوء….
والعمر في إثر المنى يركض ……
…..حيث آماد لا تجيء
حيث أفق لا تصله……
ثم هى على حافتها الاخيرة ….
….خاوية الروح
منزوعة الأحلام …..
والقلب ينبض للشتات وبالشتات يخبو…..
تلك المرأة تسألني كثيرا أين التقينا…..
كلما حاولت أن أُذكرني بها…..
…..ترتج المرايا
أراها تجلس على نفس الأريكة….
…..أريكتي
تحتضن الوسائد…..
…..وسائدي
تجوب بيتي….
تعاتب الليل الذي أهداها للأرق…..
…..وتبرأ قهوتها من تواطىء مع الثرثرة
على حافة فنجانها أثار شفتيها…..
….وبقايا لونها المفضل
وفي قاع الفنجان همهمة بلا صوت…..
لطيف يخايلها حين تنهبها المخاوف…..
طيف يتراءى في البعيد البعيد….
….حيث لا ملامح تكتمل
تحسبه ظل عمرها المنصرم …..
يعاتبها ويمضي….
كيف احتملتِ كل هاتيك الرياح…..
….. بينما نوافذك كسرتها زلزلة انتظارات عقيمة
وكيف لتلك المرأة ان تسبيك فيها…..
….حين أنت نخلة الضوء العالية
من أباحك للشجون وللدموع والمتاهات ….
….ومن عنونك بالشريدة
ألا تشتاقين تلك المنى حيث بكارات البداية……
حيث صبا لم يَشُبّه حزن….
…. ولا عكرته المتاعب
حيث أنوثة كما الربيع كم تشاغب….
من فك أزرار حلمك…!؟
…..وارتداكِ الثوب المغاير
أنبئيني عن مدى كان يغفو في يديك…..
وغلّقي في وجه الغريبة كل بيبانك…..
أنتِ أنتِ ولو اعتراكِ ألف حزن…..
فلا تسلمي للعصف قيدك…..
وانزعي عنك قشور موتك….
فيكِ ألف زهرة ستنبت…..
فيكِ مواسم لم تجيء…..
والأماني في جِراركِ خبأتها المخاوف…..
والندى….عنوان دربك
فارتدي ثوب اخضرارك…..
والمنى…..زنبقة روضك !!