رغم أن الفريد نوبل السويدى هو الذى اخترع الديناميت المدمر, الا انه وضع وصية وثقها فى النادي السويدى- النرويجي فى نوفمبر 1895 لتأسيس جائزة تمنح فى ست مجالات الفيزياء والكمياء والأدب والسلام والطب أو علم وظائف الاعضاء لمن يقدم من خلالهما ما يفيد البشرية ويساهم فى ارساء الرخاء والسلام, ويراعي في من يمنح تلك الجائزة وبخاصة فى السلام مدي إدراك ووعي الشخص باهمية تحقيق السلام ومساهمته فى تحقيقه ,فقد تم منح الأديب الكبير نجيب محفوظ تلك الجائزة فى الأدب , وتم منحها للرئيس المصرى الراحل انور السادات الذى أتخذ أجرأ خطوة نحو تحقيق السلام مع إسرائيل , وعندما تم منحها لرئيس الوزراء الاثيوبى آبى احمد عام 2019 كان نتيجة تحقيق السلام مع اريتريا بعد حرب مدمرة دامت من 1998 الى عام 2000 ,لكن تحقيق السلام فى حد ذاته دون إيمان الفرد بمنطق السلام والتعاون كطريق ومنهج للحياة بين البشر لا يمثل وحدة مبرر لكونة مستحق لها , فالأمم المتحدة قامت اهدافها ومبادئها على نبذ العنف وحظر استخدام القوة أو التهديد بها فى العلاقات بين الدول ,وضرورة إتباع الطرق الودية والسلمية فى حل النزاعات , والعمل دوماً على تنمية العلاقات الودية وعلاقات التعاون بين الدول والشعوب , وعكس هذا التوجه هو ما يتبناه رئيس الوزراء الاثيوبى آبى احمد والذى ظهر جلياً خلال عدد من المواقف التى أظهرت مدى ضيق الأفق والإدراك للقانون الدولى ,فالموقف الأول هو التعنت الواضح فى التعامل مع أزمة سد النهضة مع مصر والسودان وتجاهلة الواضح للقانون الدولى ولمبادىء حسن الجوار والتعاون وتبني نهج التهديد بالقوة وفرض الأمر الواقع والتلاعب والمماطلة وعدم الالتزام بعيداً عن المفاوضات الايجابية القائمة على حسن النية فى حل الأزمة ,وتعمده أن يأخذ الازمة الى حد المواجهة العسكرية مع مصر ,وهو النهج الذى ترفضه مصر وتصر على حل الأزمة بالطرق السلمية ,وهو ما لمسته القوى الدولية وفى مقدمتها الولايات المتحدة من اتزان الموقف المصرى وتصلب الموقف الاثيوبى , والموقف الثاني يتمثل فى التعامل العنيف من قبل أبى أحمد مع أزمة اقليم تيغراى الاثيوبى واستخدام القوة المسلحة المفرطة فى التعامل مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراى أدت الى سقوط المئات من القتلى والجرحي, وفرار الآلاف الى السودان هرباً من الجحيم, وهو ما حدا باللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام فى سابقة أولى من نوعها الى اعرابها عن القلق تجاه زيادة حدة الصراع فى اقليم تيغراى الاثيوبى ودعوتها جميع الاطراف الى إنهاء العنف, وربما تكون الاشارة الضمنية هنا مفادها ان منح آبى احمد جائزة نوبل للسلام قد يتم مراجعتها أو الغائها أو الأعلان عن انها لم تكن فى محلها وبخاصة أن أبى احمد يتوعد بإجراءات أشد قسوة تجاه شعب الاقليم.