سهام صلاح كاتبة مشهورة مطلقة ولديها ابنتان
وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل رن الهاتف المنزلي قامت سهام وهي مفزَوعة من وقت المكالمة واذا بها تتلقى مكالمة من مجهول يخبرها انه يعرفها جدا ويحبها من مدة طويلة قبل أن تنفصل عن زوجها وهو لم يحاول ان يبوح لها بحبه الا في هذه اللحظة بالذات لانه سوف يغادر البلاد ويريد ان يراها قبل رحيله وعندما سألته سهام من انت وما اسمك لم يجب سوي بكلمة واحدة سوف انتظرك في محطة السادات بمترو الأنفاق وعندما تصلين الي هناك ستعرفين كل شيء عني انا اعرفك جيدا ولكنني لم احاول ان اقترب منك إلا عندما تتعرفين على بنفسك.
حاولت سهام ان تسأله بعض الأسئلة ولكنه انهي المكالمة بكلمة واحدة سانتظرك في تمام الحادية عشةر صباحا في محطة السادات.
بعد انتهاء المكالمة ظلت سهام جالسة في مكانها تسأل نفسها من يكون هذا الشخص الغامض؟
ولماذا يريد مقابلتي في محطة السادات بالتحديد، وإذا كان مسافرا لماذا بريد رؤيتي في هذا الوقت وهو لقاء دون جدوى، جلست سهام تفكر في هذه المكالمة حتى سمعت اذان الفجر، قامت سهام وصلت الفجر ودعت الله أن ينير لها الطريق، ودون ان تشعر ذهبت في نوم عميق.
استيقظت سهام ونظرت في الساعة وجدتها العاشرة صباحا، ودون أن تشعر وجدت نفسها تجري وترتدي ملابسها بأقصى سرعة فلم يعد يتبقى على الميعاد المحدد سوي ساعة فقط، انتهت سهام من ارتداء ملابسها وذهبت مسرعة الشوارع مزدحمة والمسافة بينها وبين محطة السادات نصف ساعة تقريبا، احست أنها في صراع مع الزمن، ولكنها سألت نفسها سؤال، لماذا أنا حريصة على مقابلة ذلك الشخص الغامض، ولماذا قلبي يرتجف خوفا من عدم الوصول في الوقت المحدد، هل هذا نوع من الفضول لمعرفة الشخص الغريب والقصة التي وراءه
وصلت سهام الي محطة السادات، الساعة الحادية عشرة الا عشر دقائق، المحطة مزدحمة بالناس، فمن المعروف انها محطة لتغيير مسار الخطوط الخاصة بمترو الاتفاق.
بدأت سهام تنطر في عيون الأشخاص من حولها، انها لا تعرف حتى رقم الهاتف المحمول لذلك الشخص ولا تعرف أي شىء عنه وبدأت تسأل نفسها أين هو من كل هؤلاء الأشخاص، اقترب منها شخص فجأة ارتجف قلبها واحست انه هو الشخص صاحب المكالمة الغامضة ولكنها وجدته شخصا يسأل على رصيف المرج، اقتربت الساعة من الحادية عشرة وهي لم تستطع أن تجد الشخص المذكور، جلست سهام على المقاعد الموجودة بالمحطة وهي يائسة وكانها فقدت شيئا عزيزا عليها واذا بها تنظر في الأرض وجدت شخص ينادي عليها بصوت هادئ كيف حالك يا أميرة قلبي نظرت سهام فإذا بها تجد، شخصا طويل القامة يرتدي نظارة سوداء وذا لحية يغطيها بعض الشعر الأبيض ولكنه يبدو وسيما يرتدي ملابس تجعله يبدو كنجم من نجوم السينما.
قالت له سهام من تقصد بأميرة قلبك، هل تناديني انا، قال لها نعم انت أميرة قلبي وكل ما لدي في الحياة ولولا اني يأست من القرب منك ما كنت أخذت قرار مغادرة البلاد.
عرفت سهام وقتها انه الشخص المقصود صاحب المكالمة الهاتفية الغامضة.
وقالت له هل بإمكانك ان تخلع نظارتك كي اتعرف عليك صوتك لا يبدو غريبا عني ولكن الذقن والنظارة تخفي معالم وجهك، جلس الشخص المجهول بجوار سهام وبدأ يسألها عن احوالها وأحوال بناتها فهو يعرف كل شىء عنها حتى منزلها، قالت له انا كنت بخير قبل أن اتلقى مكالمتك الغامضة يا سيدي
قال لها اانت على يقين انك بخير؟
انتي تمثلين انك بخير، تضحكين وقلبك ملئ بالاحزان تفكري في إسعاد الآخرين وانت تعيشين لحظات حزينة في معظم الوقت
تعجبت سهام لما تسمعه وقالت له من انت بالله عليك؟؟؟؟
قال لها انا مهندس وكنت متزوجا من فترة ولكن كانت حياتي غير مستقرة وكان لدي ثلاثة اولاد
حتى قابلت في يوم من الأيام امرأة جميلة وناجحة في عملها انجذبت الي شخصيتها جدا فهي كلها حيوية ونشاط وعزيمة وإصرار على النجاح
سألته سهام وماذا كانت تعمل هذه المرأة، قال لها ستعرفين في النهاية
اكمل المهندس الغامض حكايته وقال اقتربت منها واحببتها كثيرا، كانت متزوجة وقتها وكانت ترفض حبي لها ولكنها كانت دائمة الخلاف مع زوجها، ولكنها كانت تخفي عني كي لا يصبح هناك أمل لدي في الارتباط بها
حتى عرفت من مصادر خاصة بي أنها انفصلت عن زوجها ولكنها لم ترغب في إعلان خبر انفصالها حتى لا تكون مطمعا في عيون الرجال
بدأت سهام ترتجف وتشعر بضربات قلبها تزداد وقالت له اكمل يا سيدي
قال لها بدأت حياتي تنقلب رأسا على عقب فأنا دائم التفكير فيها وهي في كل مرة تبعد عني أكثر وأكثر، وفي يوم من الأيام كنت جالسا في مكتبي اعمل كالعادة واذا بزوجتي تخبرني انها تركت منزل الزوجية هي والأولاد ولن تعود مرة أخرى خرجت مسرعا كي ألحق بها فتعرضت لحادث سير ودخلت المستشفى بين الحياة والموت، ارقد في المستشفى وافكر في من ملكت قلبي وفي نفس الوقت افكر في زوجتي واولادي، علمت زوجتي بخبر الحادث ولم تأتي إلى زيارتي.
اما عن حبيبتي فهي لا تعلم شيئا حتى الآن عما حدث لي وأعتقد انها في تلك اللحظة تسأل نفسها عن سبب اختفائي فقد غيرت كل خطوط الهاتف الخاصة بي ولم احاول الاتصال بها لان نسبة شفائي كانت ضعيفة
حتى شفيت تماما وغادرت المستشفى ووجدت زوجتي تطلب الطلاق نفذت لها كل ما تريده واعطيتها حقوقها كاملة
سألته سهام وماذا عن حبيبتك
قلت لها اتصلت بها قبل ميعاد سفري كي اقابلها لآخر مرة
انهارت سهام في البكاء وعرفت وقتها من هو بطل القصة، أنه صديقها المهندس أحمد الذي كانت تسأل نفسها دائما عن سبب اختفائه من حياتها
قالت له سهام بصوت يملؤه البكاء اشتقت اليك كثيرا وكان لدي بعض الظنون انك انت الذي تتكلم لولا أن ملامحك قد تغيرت من هذا الحادث الذي تعرضت له لكننى تأكدت انه انت
قالت له استحلفك بالله ان تبقى ولا تغادر البلاد، فأنا الآن أدركت اني احبك حقا وكنت اسأل نفسي ابن ذهبت ولماذا اختفيت
قال لها لا وقت الآن لهذا الكلام يا أميرة قلبي، انت ملكتي قلبي حقا لدرجة جعلتني اريد الابتعاد عنك واشفي من حبك
انت تعيشين من أجل أبنائك وعملك فقط ولا تريدين ان تفتحي قلبك مرة أخرى لأى شخص،
لقد أردت فقط أن اقابلك كي أوضح كل الأمور أمامك
اما عن سر تحديد المكان في محطة السادات، بعد أن اتركك اريد منك أن تغادري المحطة وتخرجين منها ستجدي سيارة في انتظارك أمام الجامعة الأمريكية المفاتيح الخاصة بها مع سايس الجراج افتحي السيارة ستجدي أوراق ملكية السيارة باسمك كما ستجدي عقد شقة خاص بك تستطيعين ان تبدأي فيها حياتك دون مشاكل ودون قلق
نظرت سهام الي احمد وقالت له لم اخرج من هذه المحطة الا ويدي في يدك نبدأ مع بعض حياتنا من جديد لقد أخطأت في حقك
وانا اعترف لك الآن بحبي لك، فأنا لم استطع ان اجد في هذا العالم كله رجل مثلك
ولتكن بداية حياة جديدة لي ولك من هنا
ومن داخل محطة السادات
1 تعليق
السيد الزرقاني
قصة رائعة جداا…. تقبلي تحياتي
د/السيدالزرقاني